قلت لحماري، لقد اعتزل الدا الحسين السياسة وقال بأنه سيبتعد عنها بعد سنوات من النضال والكفاح من أجل إرساء الديمقراطية وحتى يعطي فرصة للشباب الذين يجب أن يسلم لهم المشعل. قال ناهقا.. ربما هي رسالة يريد أن يلوّح بها لبعض الذين لا يريدون ترك الكراسي رغم أنهم شاخوا وشاخت معهم كراسيهم. قلت.. لا أدري ولكن هل تحليلك يقول هذا؟ قال.. مجرد تخمين فقط ولكن يبدو أنه يصارع المرض لذلك فضل تطليق السياسة التي أبعدته عن البلد بعد أن جاهد وناضل من أجل الحرية. قلت.. كم يصعب المنفى في اللحظات الأخيرة. قال بحزن.. خاصة إذا أرغم الشخص على الاختيار فعلا الأمر صعب. قلت.. وكيف سيتلقى مسؤولينا خبر اعتزاله العمل السياسي؟ نهق نهيقا مستفزا وقال.. عادي جدا وكأنه لم يكن. قلت.. ربما سيفهمون رسالته؟ قال ساخرا.. سيفهمون كل شيء سوى رسالة التداول على السلطة و«الجنان الطايب" هي وحدها التي لن تصلهم أبدا. قلت.. الحكمة تقول “رحم الله رجلا عرف قدره". قال.. إلا عندنا في الجزائر.. السياسة هي الهواية المفضلة عند الشيوخ والعجزة. قلت.. هذا احتكار للسلطة؟ قال ناهقا.. لا تطل لسانك وإلا فعل المقص فعلته معك، دعهم يستأثرون بالكراسي والسياسة ولكنها آخرتها موت. قلت.. لكن أحيني اليوم واقتلني غدوة. قال.. لا اليوم ولا غدوة مصيرك انتهى وهذه هي اللعبة حبيت ولا كرهت.