البرد ما زال يفعل الأفاعيل وحماري يرفض مغادرة فرشته ويصر على البقاء مكوّما فيها مثلما تتكوّم البلد كلها في خندق الانتخابات التي تتغير فقط بتشريعية ثم محلية وبعد رئاسية، قلت له بعد أن نفذ صبري... هيا خلينا من الرقاد؟ نهق نهيقا مستفزا وقال... البلاد كلها “راقدة" وتريدني أنا الحمار أن أنهض على حيلي؟ قلت... يقولون إن بلخادم مازال يعاني ورأسه ما تزال مطلوبة أكثر من أي وقت مضى يا حماري. قال... وأنا ما دخلني هل ترى أن لي علاقة بالأمر؟ قلت... لا ولكن ما قولك في جماعة الأفلان الذين لا يريدون “خزي الشيطان" وترك الرجل في حاله؟ قال ساخرا... ولماذا ليس هو الذي يتركهم في حالهم ويرحل عنهم، ألم يصرح بالاستقالة قبل الانتخابات وقال إنه سيرحل مباشرة؟ قلت... ربما غير رأيه. قال ناهقا... هذا حال السياسة وكل يوم بحال. قلت... وهل السياسة لها حال حتى تريد أن يكون بلخادم بحال أيضا؟ قال... لا أدري لماذا أراك متعاطفا معه؟ قلت... ليس تعاطفا ولكن لست أفهم ما يحدث عندهم. قال وهو يتكوّم أكثر... هذه سياستهم، ألا تفهم ووحدهم يفهمون ما يفعلون حتى يمنعون عنك التحليل أو الكلام الكثير. قلت... لكن حزبهم ليس لهم وحدهم إنه حزب الشعب. نهق نهيقا مُرا وقال... بكري كانت الجبهة ملك الشعب ولكن الآن، أصبحت ملك بلخادم وبعض من يراهم أهل لذلك، ثم دعنا منه، البرد على أشده وأنت تريدني أن أتكلم عن بلخادم؟ صمت ولم أفهم شيئا، ربما لأن أصل السياسة هو عدم فهمها.