مضحك ما تفعله بعض الأحزاب السياسية التي اجتمعت بعد زيارة هولاند حتى تشجب وتندب “حناكها" عما حصل ولكن السؤال المطروح أين كانت الشجاعة حينما كان الرجل في الجزائر وأين كانت كل هذه الأنفة عندما رفعت أعلام فرنسا في شوارع الشهداء؟ وأين كنتم أنتم عندما تكلم وعانق وقبّل؟ نهق حماري نهيقا مستفزا وقال.. كانوا يترقبون الوضع من بعيد. قلت ضاحكا.. هذه سياسة الخفافيش، عندما تفرق “الصوق"، جاؤوا ليتكلموا ويرفعوا أصواتهم، هذا عجيب؟ قال.. قلت لك إنها مأمورة. قلت.. لكن هل يعقل أن يصل النفاق والجبن إلى هذا الحد؟ قال.. يصل إلى أكثر مما تظن يا عزيزي. قلت.. وماذا كنت تتصور أن يفعلوا يا حماري في حضرة هولاند؟ قال ساخرا.. أضعف الإيمان يرفعوا لا فتات يعبروا بها على رأيهم وأكيد أن الإعلام سيغطي موقفهم ولن يتعرض للتعتيم. قلت.. ولماذا لم يفعلوا إذن؟ نهق نهيقا موحشا وقال.. صعيب الشي يا عزيزي. قلت.. هل خافوا مثلا؟ قال.. كل شيء يحسب له حسابه في هذا البلد ولا يمكن أبدا أن تفعل الأشياء كما تراها لأن مصالح الجميع مترابطة. قلت.. حتى فيما يخص كرامة الوطن؟ ضرب الأرض بحافريه وقال.. حتى الوطن لم يُعد يُنظر إليه على أساس ذلك الكيان الذي لا يجب أن يُمس وما رأيناه وسمعناه في حضرة هولاند يبين لك ذلك. قلت.. والحل في رأيك؟ نهق من جديد بحزن واضح وقال.. لا أدري ولكن الوضع سيستمر هكذا إلى أجل غير مسمى أو حتى “يفكها ربي".