ما تزال “بوسة" الساسي حمزة تصنع الحدث بين السخط والسخرية والقبول، هذا ما جعلني أفكر للحظة واحدة بأن الرجل يتحمل من المعلقين أكثر من اللازم، هل تعلمون لماذا؟ الجواب بسيط لأن ما قام به هذا المواطن على الأقل ظهر للعيان في شكل بوسة حارة طبعها على يدّ حفيد من أحفاد دوغول ولكن ما فعلته الدولة الرسمية بكل شطحاتها يعتبر أكثر من ألف بوسة. نعم لقد انبطحت الدولة تماما وجعلت من هولاند فاتحا ديمقراطيا جاء على حصانه حتى يبين للعالم أن هذه المُستعمَرة القديمة ما تزال وستبقى وفية لفرنسا الحديثة وقد أرسل رسائل عديدة خلال خطاباته الكثيرة بأن الجزائر وفرنسا ما تزالان على العهد وقد نال نصيبه من التصفيق الحار حتى قبل أن ينطق الكلام من طرف نواب الشعب بغرفتيه. لماذا إذن نلوم على الساسي حمزة ولا نلوم على دولة بحجم الجزائر؟ هل يعقل أن يقول هولاند بأن لا أحد طلب مني الاعتذار عما فعله أجدادي ويُلاقى كل هذا بالتبواس والتعناق؟ تركيا أعطت درسا لفرنسا في مسألة الاعتذار هذه، لأنها تعرف ما تريد ولأنها فهمت بأن الكلام عن المستقبل يستحيل أن يكون دون الرجوع إلى التاريخ مهما كان دمويا أو قاسيا، أما نحن فتحنا صدورنا لهولاند حتى يغرف من خزينتنا ما يريد دون أن نتذكر مقولة إذا هُنت يسهل الهوان عليك. دعوا صاحب البوسة في حاله لأنه تصرف بشكل فردي يمثله وحده وحاسبوا دولتكم التي مرغت أنوفكم في الأرض وفتحت شوارع ديدوش مراد وزيغود يوسف للغزاة الجدد.