بعيدا عن مسلسل رقصهم في الحفلة الباريسية العطر التي دشنها “فرنسوا هولاند" في بساط من كانت مستعمرة أجداده، حيث غبطة الجزائر الرسمية على “مرقص" وساق، فإن الثابت في موضوع “في بيتنا هولاند"، أن الحكومة الجزائرية “المتعفرتة" لم تجد من استخفاف وإهانة ورد للصفعات الفرنسية التي كثيرا ما تلقيناها، أكبر من برمجة خطاب رئيس جمهورية فرنسا أمام نواب غرفتي البرلمان، وكلنا يعلم ما معنى الغرفتين وماذا يساوي البرلمان والبرلمانيين في هذا الوطن “الانتخابي".. المتذاكي الذي راوغ فرنسا بأن رمى برئيسها بين أحضان “طُرش" البرلمان ليهبهم شرف أن يخطب فيهم ما لا يفقهون ولا يعرفون، ذاك المتذاكي شخص وطني حتى النخاع، فالبرلمان الذي لم يطأه لسان بوتفليقة لثلاث عهدات متتالية، لعلمه بما يحوي من “دجل" انتخابي فارغ المضمون و«النوائب"، سيكون وصمة العار الوحيدة في تاريخ ومسيرة “هولاند"، لأن أنف فرنسا سيمرغ هنا، حيث وضع “نواب" في زفة لا يخرج عن موضع حكاية “الأطرش في زفة".. بهذه الورطة التي أوقعنا فيها فرنسا في شر أعمالها وأحلامها، سنكون ملزمين بعد الزيارة “التاريخية" للرئيس الفرنسي، بتقديم اعتذار صريح لهولاند، ومادامت فرنسا مدانة لنا باعتذار تاريخي فإن فرصتنا في مقايضة الاعتذار السياسي باعتذار “تاريخي"، أصبحت متوفرة بشكل لا لبس ولا “دجل" فيه، والقصة ستكون على المنوال التالي: هولاند يكتشف “الفخ" الذي وقع فيه حين خطب من منبر خاوٍ وبلا قيمة أو بلا مضمون، أمام زمرة “أطرش في الزفة"، فيطالب الحكومة الجزائرية برد الاعتبار، باعتذار صريح عما بدر في حق شخصه من استخفاف وإهانة، ليكون الرد الجزائري مقايضة واضحة: اعتذارا سياسيا مقابل اعتذار تاريخي.. والمهم، وفي كل الأحوال، سيسجل التاريخ أن الجزائر العظيمة (؟؟) كررت حادثة المروحة بشكل ذكي بعد أن برمجت لرئيس فرنسا خطابه التاريخي في واد وفي “برلمان" غير ذي زرع.