قالت بعض الأخبار إن أوباما سيزور الجزائر قريبا، وأضافت بأن هذه الزيارة ستكون تاريخية نظرا لأبعادها السياسية والأمنية وباعتبار أن أوباما سيكون الرئيس الأمريكي الأول الذي سيقوم بذلك. نهق حماري بخبث وقال... تراه يريد مشاريع لبلاده؟ قلت ضاحكا... لا تستبق الأمور، فرنسا في مكان وأمريكا في مكان آخر. قال وهو يقهقه.. والله... لم أكن أعرف بذلك، وما الفرق بينهما يا عزيزي؟ قلت... لكل استراتيجيته الخاصة ولا تقل أن فرنسا وأمريكا كيف كيف. قال... نعم كيف كيف ما دامت المصالح هي من تحرك الدول. قلت بدهشة... لماذا إذا بلادنا وحدها من تسير بالعاطفة وتنسى مصالحها ومصالح شعبها؟ ضرب الأرض بحافريه وقال... هنا مربط الفرس يا عزيزي، نحن دولة تسير مغمضة العينين وكل من يسيرها يضع غشاوة كبيرة على عيونه حتى لا يرى ويضع صمامات على أذانه حتى لا يسمع. قلت... وأوباما ماذا يريد بزيارته هذه؟ نهق من جديد وقال... عليك أن توجه السؤال للبيت الأبيض في أمريكا أو للعلبة السوداء في الجزائر. قلت.. كفاك عبثا أيها الحمار، ماذا يحدث؟ قال... أنا حمار كيف لي أن أعرف ما يحدث، قلت لك تحليلي البسيط للأمور وأنت لم تتقبل أن المصالح هي المحرك الوحيد للعالم كله. قلت مقاطعا... بلى اقتنعت ولكن لا أدري لماذا أحس بأن في الأمر إنّ كبيرة. قال ساخرا.. عليك إذن بسؤال هذه الإنّ الكبيرة وستشفي غليلك حتما. ضحكت وقلت... الأكيد أنها ستكون مختلفة عن زيارة رئيس فرنسا قال... قلت لك كيف كيف الاختلاف سيكون في الشكل فقط، أما المضمون فهو واحد استنزاف واستخفاف تحت عنوان الاستظراف والاستلطاف.