قلت لحماري الذي ظهر هادئا على غير العادة، كثر الحديث عن الرئاسيات القادمة وبدأ الناس يخمنون من سيكون الرئيس القادم، إلا أنت يا حماري التعيس، يبدو أنك لست متحمسا لما سيحدث؟ نهق نهيقا مستفزا وقال... ولماذا أهتم بذلك؟ أنت تعرف لا ناقة لي ولا جمل في الموضوع. قلت ساخرا... ولكنك مواطن صالح وعليك أن تدلي بدلوك في الحدث. قال... وهل ترك بلخادم وبن يونس الخيار للناس حتى يتكلموا؟ قلت... لماذا أنت جاحد هكذا، كل الناس يحق لها أن ترشح من تراه مناسبا للمنصب وأنت هيا بكل حرية وديمقراطية من سيكون مرشحك الافتراضي للرئاسيات القادمة؟ ضرب حماري بذيله يمينا ويسارا ثم قال... الأفضل لك أن تتكلم في شيء آخر لأني لست مستعدا لقول أشياء سابقة لأوانها. قلت... كلامك ناتج عن الجبن؟ قال ناهقا... وهل تعرف مواطنا واحدا يتحلى بالشجاعة يا عزيزي؟ قلت... نعم أعرف وكلهم يتكلمون دون خوف، وليسوا جبناء مثلك. قال... الجبن في بعض الحالات يكون أرحم من الاندفاع التافه الذي يأتي مربوطا بمصالح متداخلة بين أشخاص وفقط. قلت... عهدت فيك التحليل والرأي السديد، كيف تقرأ الخارطة السياسية مستقبلا؟ نهق من جديد وقال... الوضع الحالي غامض وأنت تبحث عن المستقبل؟ قلت... أريد أن أمسك فقط برأس الخيط هزّ رأسه هزا خفيفا وقال... هذه المشكلة الكبيرة، لا أحد يمكنه أن يمسك برأس الخيط ولا أحد يمكنه أن يعرف ماذا سيكون في المستقبل لا القريب ولا البعيد، لذلك عش كما هو مرسوم لك، كل “نهار بنهارو". قلت... هذا رأيك الأخير؟ قال ناهقا... بل رأيهم وأنا وأنت لا نملك سوى تطبيق الأوامر وفقط.