قلت لحماري الذي كان يبدو متعبا كثيرا على المستوى النفسي، لقد نسيت بلخادم ولم تعد تفكر فيه وفي مشاكله، يبدو أن زيارة هولاند “خلطاتك"؟ نهق نهيقا كئيبا وقال.. لماذا أهتم به هو يمثل الدور المطلوب منه وفقط. قلت.. مازال التخلاط في الحزب قائم ويبدو أنه لم يجد رأس الخيط. قال.. البلاد كلها لم تجد رأس الخيط وتريد من بلخادم أن يجده؟ قلت ساخرا.. ما الذي أصابك أصبحت حمارا غريبا منذ زيارة رئيس فرنسا؟ قال بمرارة.. اكتشفت حقائق لطالما كذبتها. قلت.. وما هي هذه الحقائق يا ترى التي جعلت مزاجك مُعكرا لهذه الدرجة؟ قال.. ما رأيت وسمعت سبب لي إحباطا كبيرا ويا ليتني لم أشاهد كل ذلك العبث. قلت.. لا تكن جديا هكذا.. الزيارة ذهبت في سبيل حالها والناس عادت لمشاغلها. قال ساخرا.. ولكن الجرح باق في القلب. قلت بغضب.. عن أي جرح تتكلم، كنت تريد أن نستقبل الرجل بالحجارة حتى ترتاح؟ قال.. ليس كذلك ولكن.. قلت.. ماذا تريد بالضبط، حدد أفكارك. قال بصوت مرتجف، رأيت دولة منبطحة! قلت.. أنت تعرف ذلك والدولة منبطحة على طول الخط وليست المرة الأولى التي تعرف فيها ذلك. قال.. أن نتبطح لأشياء أخرى قد يكون الأمر عاديا ولكن الانبطاح لفرنسا لا. قلت.. أنت بعد ما تفرق “الصوق" تريد أن تحيي الجراح؟ قال بحزن.. الجراح لم تمت والشعب له كرامة على الدولة أن تراعيها. قلت.. أنت تطلب الكثير. قال.. الكرامة ثم الخبز وإلا مصيرك الخضوع الدائم يا عزيزي.