لا ندري هل ما يحدث من جرائم اختطاف وقتل وسلب ممتلكات الأشخاص هو تقصير أمني أم أن الجريمة استفحلت وصارت تأكل وتشرب معنا؟ نهق حماري وقال... لكن الغريب لماذا يواجه الشعب وحده ما يحدث. قلت... ماذا تقصد يا حماري اللعين؟ قال ساخرا... هل رأيت مسؤولا واحدا تنقل لبيت الطفلة المختطفة والمقتولة؟ قلت... لم أر سوى الجيران والناس المتعطفين فقط مع مأساة العائلة. قال... والدولة أين هي يا ترى؟ قلت... مشغولة بالسياسة يا حماري. قال... أليس همّ الدولة هو همّ الشعب أم أنا على خطأ؟ قلت... من المفترض أن يكون كذلك ولكن ما يظهر هو العكس. قال... أعرف أن التحقيقات جارية على قدم وساق ولكن ألم يكن من المفترض أن يتوجه أحد “القماقم" لمواساة أب الطفلة وأمها، أم ذلك لا يهم ما دامت الضحية ابن بائع شاي. قلت... كلامك فيه قسوة يا حماري. قال ناهقا... وتصرفات المسؤولين أقسى مما نتصور يا عزيزي. قلت... وماذا كان سيغير في الأمر ذهاب مسؤول من عدمه إلى بيت الضحية؟ قال... حتى تبين هذه الدولة أنها إلى جانب مواطنيها في السراء والضراء وتقاسمهم أحزانهم وأفراحهم وتبعث برسالة أن المواطن أهم من أي شيء آخر. قلت... لكن هذا غير صحيح. نهق نهيقا مخيفا وقال... هذه هي المصيبة، عندما يصبح الشعب في وادٍ والسلطة في وادٍ. قلت... الله يستر مما هو آت. قال وهو يضرب بحافريه الأرض... لم يتركوا لنا سوى الدعاء بعد أن عبثوا بالأرض والسماء.