قرر مناضلو جبهة التحرير الوطني (جناح حركة التقويم والتأصيل) اللجوء إلى رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة بعد سنوات من الصراع مع عبد العزيز بلخادم، عقب أحداث المؤتمر التاسع، مطالبين إياه بالتدخل لممارسة صلاحياته من أجل إزاحة عبد العزيز بلخادم وأمانته العامة وانتشال الحزب من الهاوية “خاصة بعد النتائج الكارثية التي تحصل عليها في المحليات والرشوة السياسية التي غرق فيها"، معلنين أن ورقة الرئيس “كانت آخر ورقة بيد التقويمية التي رفضت لسنوات إقحامه في الموضوع مراعاة لمهامه الثقيلة كرئيس للجمهورية". في ندوة تقييمة للنتائج التي تحصلت عليها جبهة التحرير الوطني، خلال الانتخابات المحلية، قال عبد الكريم عبادة المنسق العام الذي كان مرفوقا على المنصة بالوزراء السابقين محمد الصغير قارة، الهادي خالدي وعبد الرشيد بوكرزازة، قال “إننا لنتجرع الألم بسبب الخسارة الكارثية التي مني بها حزبنا والتي لم نتوقع أن يُكافأ بها وينال صفعة تاريخية"، وأضاف عبادة “إنها السياسة الرعناء للأمين العام وفريقه بالمكتب السياسي التي طالما حذرنا منها وتأكدنا اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن بلخادم لم يكن سوى مكلفا بمهمة للقضاء على الحزب ويعمل بالمعول على هدم كل ما يمت بصلة للقيم ومثل ومبادئ ورموز الجبهة"، وعلل عبادة نظرة الحركة التقويمية بمقارنة النتائج التي تحصلت عليها الجبهة في 2007 ونتائج محليات 2012 “إذ كان الأفلان يسيطر على 800 بلدية وأكثر من 40 مجلس ولائي، أما اليوم فالشعب لم يمنحنا أكثر من 159 مجلس بلدي بالأغلبية المطلقة ويسعى بلخادم وزبانيته لاكتساب مجالس أخرى بالتحالفات وشراء الذمم". وكشف عبادة أن “جبهة التحرير الوطني خسرت أهم قلاعها الانتخابية محليا ووطنيا، فقد خسرت بالعاصمة الحراش وباب الزوار والشراقة وحسين داي والجزائر الوسطى وسيدي أمحمد وخسرت بلديات كبيرة في الجزائر كوهران وتلمسان وتيزي وزو وبجاية"، وأكثر من ذلك يقول عبادة “بلخادم لم يتمكن حتى من الفوز بالبلدية التي ينحدر منها في تيارت والأدهى والأمرّ لم يحقق أي عضو مكتب سياسي انتصار حزبه في ولايته وكمثال تيبازة التي جنّد عضو من المكتب السياسي بلطجيتها لدورة اللجنة المركزية الأخيرة لم تنجح فيها الجبهة وهي الولاية التي قال عنها عضو مكتب سياسي ينحدر منها لو رشحنا قردة لانتخب عليهم الشعب"، واصفا هذا التصريح ب “قمة ومنتهى الاستهتار بالشعب الجزائري". ودعا عبادة على ضوء هذه المعطيات أن يتحلى بلخادم ومن معه بشيء من الأنفة والمروءة والرحيل بعد هذا الاخفاق البائن “الذي صنع بقوائم شكلها أبناء بلخادم من المقاولين وأصحاب الشكارة من معارفهم وأقربائهم كما عين بلخادم محافظ إحدى الولايات لا يملك نضال سنة مقاول ووضع في القائمة من أراد"، وروى عبادة حادثة “وصل فيها ثلاثة أعضاء من المكتب السياسي لحد الاقتتال بوهران ليضع كل واحد منهم الرجل الذي دفع له على رأس القائمة". ولكن من جهة أخرى أعلن عبادة أنه لا يأمل كثيرا في استقالة بلخادم طوعا وهو الذي سبق وقال “إذا لم يكلمني الرئيس بوتفليقة، لن أتنحى" مضيفا “وهذا ما دفع حركتنا لمراسلة رئيس الحزب لنتحمل ويتحمل معنا مسؤوليته كصاحب صلاحيات لتنحية المكتب السياسي وبلخادم بعد التراجع الكبير الذي أوقعه فيه الأمين العام وزبانيته فسادا وسياسة" موضحا أنها “الورقة الأخيرة التي بقيت بحوزتنا “لكننا لن نحيد حتى ولو لم يفعل السيد الرئيس ما يطالبه به المناضلون"، مضيفا “سنزيح بلخادم عاجلا أم آجلا".. وقالت حركة التقويم والتأصيل إن مناضليها ترشحوا في الحزب وتمكنوا من المرور في الانتخابات “حفاظا على وعائنا داخل المؤسسات ولكن رغم كل المهازل، فالقوائم تضمنت كفاءات وأسماء تصلح لقيادة البلديات ولا ندري كيف تمكنوا من التسرب رغم استشراء الفساد في القوائم التي أعدها بلخادم وأبناؤه". وعن العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة التي بدأت تتعاطى معها الساحة السياسية والإعلامية، قالت التقويمية إنها متمسكة بمقترح الدستور المتضمن عهدة واحدة قابلة للتجديد ونظام برلماني.