تواجه 5 بلديات بولاية تيزي وزو وهي ماكودة، بوجيمعة، تيقزيرت، مشطراس ومكيرة مصيرا مجهولا وأصبح هاجس الانسداد يهددها، حيث فشلت مساعي كل الأحزاب السياسية والمواطنين وحتى الإدارة في إيجاد مخرج للبلديات المذكورة ولم يتم بعد تعيين “المير" لأسباب مختلفة. وقد عرفت بعض هذه البلديات حركات احتجاجية كغلق الطرق ومقرات البلديات والدوائر. وتعتبر بلدية ماكودة أكثر من تعرض لموجة عنف شديدة من طرف مناضلي الأرسيدي والمتعاطفين مع الحزب، معبرين عن رفضهم الكلي لترأس أي حزب سياسي آخر بلديتهم غير حزب الأرسيدي، وهذا الأخير فاز ب7 مقاعد من أصل 19 مقعدا والأحرار ب 4 مقاعد، والأفافاس والتجمع الوطني الجمهوري ب 3 مقاعد لكل واحد والأفالان مقعدين، حيث سارعت الأحزاب لعقد تحالف بينها ضد الأرسيدي وتشكيل الأغلبية المطلقة من المقاعد. ولم يتقبل مناضلو الأرسيدي هذا التحالف الذي سموه “تحالف العار"، مشيرين إلى أنه في حالة ترأس حزب آخر البلدية، فإنه يعد بمثابة عدم احترام خيار الشعب الذي جدد يوم 29 نوفمبر المنصرم ثقته في حزب الأرسيدي. وكأول رد فعل من طرف المناضلين، أقدموا على شن حركة احتجاجية وعرقلوا عملية انتخاب “المير" ثلاث مرات، وطالبوا بضرورة فسخ التحالف الذي استهدف الأرسيدي، حيث قاموا بغلق مقر البلدية منذ خمسة أيام، ودخلوا في مواجهات لمدة يومين مع قوات مكافحة الشغب. وأخذت الأحداث منعرجا خطيرا، أول أمس، حيث قام المحتجون برشق البلدية ب “المولوتوف" وحاولوا تخريبها وحرقها لولا تدخل بعض عقلاء المنطقة، قبل أن يقرر المحتجون غلق البلدية، وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لا يزال المحتجون يعتصمون أمام مقر البلدية. وببلدية تيقزيرت، أقدم مناضلو الأرسيدي والمتعاطفون على غلق مقري البلدية والدائرة احتجاجا على تحالف الأفافاس والأرندي والأفالان ضد الأرسيدي، حيث أظهر هذا التحالف أن الأرسيدي الذي فاز ب6 مقاعد من أصل 15 مقعدا فقد البلدية لصالح الأفافاس بعد التحالف الذي منح لهذا الأخير الأغلبية الساحقة ب9 مقاعد رغم أنه فاز ب4 مقاعد فقط وأضاف له الأرندي 3 مقاعد والأفالان مقعدين. وهذا التحالف أثار غليان مناضلي الأرسيدي الذين قرروا غلق مقري البلدية والدائرة وعرقلوا إجراء انتخاب داخلي بين المنتخبين لاختيار رئيس البلدية مرتين متتاليتين، وأصروا على مواصلة الاحتجاج إلى غاية إعادة النظر في التحالف وفسخه ومنح البلدية لحزب الأرسيدي. ونفس الأمر حدث ببلدية بوجيمعة، حيث منع مناضلو الأرسيدي ثلاث محاولات تنصيب رئيس البلدية وهذا احتجاجا على تحالف الأرندي والأفافاس، حيث فاز الأرسيدي ب7 مقاعد والأرندي ب5 مقاعد والأفافاس ب3 مقاعد، ونجح الأرندي بالتحالف الذي أبرمه مع الأفافاس في جمع الأغلبية المطلقة ب8 مقاعد، إلا أن مناضلي الأرسيدي لم يتقبلوا هذا التحالف وقرروا الدخول في احتجاج وغلق مقر البلدية لإحباط مخطط استهداف حزبهم. وببلدية مشطراس بدائرة بوغني، شهدت مراسيم انتخاب رئيس البلدية هدوء حذرا، حيث كان متصدر قائمة الأرسيدي الوحيد الذي خول له القانون الترشح لمنصب “المير" كونه تحصل على 35 بالمائة من المقاعد، حيث أسفرت نتائج الانتخاب عن حصول الأرسيدي على 6 أصوات فقط من أصل 15، وطالب رئيس الدائرة باستدعاء جلسة ثانية لليوم الموالي وترشح متصدر قائمة الأفالان إلا أن مناضلي الأرسيدي لم يهضموا التحالف الذي أبرمه الأفالان والأفافاس وجمع الأغلبية ب9 مقاعد، حيث أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 30 بالمتاريس وحرق العجلات المطاطية معبرين عن رفضهم لترأس حزب الأفالان بلديتهم. وإذا كان مناضلو الأرندي في بلديات تيقزيرت وبوجيمعة وماكودة ومشطراس وراء عرقلة تنصيب “الأميار"، إلا أن الوضع يختلف ببلدية مكيرة، حيث انتفض مناضلو الأفافاس والمتعاطفون وأقدموا على غلق مقر البلدية وحرق العجلات المطاطية تنديدا بمخطط استهداف حزبهم من طرف التحالف الذي أبرمته 3 تشكيلات سياسية وهي الأرسيدي والأفالان والأحرار.