كشف مصدر حكومي ل “الجزائر نيوز"، أن الوزير الأول عبد المالك سلال، سيكثف زياراته الميدانية ابتداء من الشهر الحالي إلى عدد من الولايات “إلا أن الأولوية ستكون للولايات التي تعرف عجزا في إتمام إنجاز مشاريع برامج الرئيس بوتفليقة". وتأتي خرجات عبد المالك سلال “غير مألوفة" بالنسبة للمسؤولين المحليين وعامة الجزائريين لكونهم لم يتعودوا على متابعات ميدانية صارمة من طرف وزراء أولين أو رؤساء حكومات سابقين يُعلن خلالها عن قرارات هامة، لم يكن يقررها إلا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. سيعتاد الجزائريون على رؤية الوزير الأول عبد المالك سلال، وهو يوجه أو يوبخ أو ربما حتى يوقف مهام مسؤولين وإطارات دولة، في إطار خرجاته الميدانية التي سيقوم بها “في إطار تعجيل إنهاء برنامج رئيس الجمهورية" مثلما أسرّ ل “الجزائر نيوز"، مصدر حكومي. وتأتي هذه المهمة التي يقوم بها سلال وتستهدف بشكل أولوي الولايات التي تعرف عجزا في إنجاز البرنامج الخماسي خلافا للتقاليد التي ألفها المتتبعون والرأي العام عموما عن رؤساء الحكومات السابقين أو الوزير الأول، حيث التصقت بهم صورة أن هؤلاء مجرد منسقين بين الجهاز التنفيذي والرئاسة طبقا للدستور في ظل “نظام رئاسي". بالنسبة لمصدرنا، فإنه “ليس هناك ما يمنع الوزير الأول دستوريا من القيام بزيارات ميدانية تفقدية تتبعا لإنجاز برنامج الرئيس،حرصا على تنفيذه ببث حركية وسط السلطات التنفيذية المحلية والوطنية، ثم إن هذه المهمة تأتي بتكليف مباشر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة". وإذا كان الرئيس بوتفليقة طيلة سنوات حكمه قد عُرف أكثر من غيره في هرم الدولة، بأنه صاحب قرارات من قبيل منح ميزانيات إضافية تنموية للولايات خلال الزيارات، “فإن الوزير عبد المالك سلال مثلما فعل ذلك بولاية سعيدة قبل يومين قد أكد أمام المسؤولين المحليين بسعيدة أنه مفوض من الرئيس نفسه لتخصيص هذه الميزانية الإضافية" مثلما يُضيف مصدرنا، مستبعدا أي عنصر غرابة في المسألة. أما من حيث نزول سلال للميدان بهذا الشكل اللافت، خلافا لسابقيه، يفسر محدثنا أن القضية “لا تزيد أكثر عن أنها تتعلق بنظرة ورؤية كل مسؤول في تسيير قطاعه أو إنجاز مهمته، وإذا كان من سبقه غير معتادين على النزول إلى الميدان فإن سلال معروف طيلة مسيرته أنه رجل ميدان وليس غريبا أن ميزته هذه لم تنفصل عنه بتقلده الوزارة الأولى". وأسرت مصادرنا أن فلسفة برنامج الزيارات الذي سيكثفه الوزير الأول ابتداء من جانفي الجاري ستكون “بجعل الولايات التي تعرف عجزا أو تأخرا في تنفيذ البرنامج الرئاسي هي الأولوية من إضفاء شيء من التوازن بين مناطق الوطن بهدف الرفع من وتيرة العمل خاصة في القطاعات الحساسة كالسكن والأشغال العمومية والصحة"، وأردف “وهذا ضروري جدا ونحن مقبلين على نهاية العهدة الرئاسية التي التزم فيها الرئيس أمام الشعب بوعود وجب عليه احترامها". وكشف مصدرنا كذلك أن الوزير الأول قد يقوم بزيارتين على الأقل في الشهر قد تتضمن زيارات تشمل ولايتين في خرجة واحدة".