لقي قرار تعيين عبد المالك سلال وزير أول للحكومة ترحيبا من قبل غالبية الأحزاب والنقابات، واعتبرت أن مساره نظيف، لكنه استلم مهامه في مرحلة صعبة تعيشها الجزائر مفتوحة على كل الجبهات، حيث تنتظره ملفات كبيرة وجبهة اجتماعية ساخنة على حد تعبير غالبية الذين تحدثنا إليهم، وبالرغم من تعيين سلال على رأس الحكومة كان معروفا منذ عدة أشهر، فبالتالي فإن تأخر تعيينه كان غير مبرر، وأشارت غالبية الأحزاب والنقابات إلى أن إعلان سلال خلفا لأحمد أويحيى يحمل الكثير من التفاؤل لحل مشاكل البلاد، إلا أنهم أعربوا عن أملهم في الوقت نفسه في أن يتخذ الوزير الأول الجديد أسلوب الحوار في تسوية الملفات المستعجلة من خلال منحه بعض الصلاحيات. أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم وزميل سلال سابقا: سلال استلم مهامه في ظرف صعب سلال ذو مسار طويل في الدولة وأجهزتها وله قبول اجتماعي لدى كل من يعرفه أو اشتغل معه، لكن تعيينه جاء في ظرف صعب جدا، فهو في أعقاب نتائج تشريعيات مزورة واستلم مهامه بينما المجتمع منقبض، وفي ثقة مفقودة وجبهة اجتماعية تغلي. فالأولى أن يكون المفتاح سياسيا لأنه إذا عولجت بعض القضايا من دون العودة للمشكلة الأساسية، فإن معنى ذلك بأننا في مجرد إعادة إنتاج للأزمة. الأولوية أيضا في فتح حوار سياسي يعنى بمستقبل وحاضر الجزائر. فاتح ربيعي أمين عام حركة النهضة: الإشكال في النظام وليس الأشخاص نكنّ لسلال من حيث الشخص، كل الاحترام والتقدير وهو معروف بجده وإخلاصه ووطنيته، ولكن هذا التغيير متأخر جدا، ولا يلبي تطلعات الجزائريين فالمشكلة ليست في الأشخاص بل في النظام الذي لم يقض على التخلف الاقتصادي. يجب تفعيل الإصلاحات وجعل الأولوية في تشكيل حكومة وفاق وطني، تعدّل الدستور وتعيد الانتخابات التشريعية ثم الانتخابات المحلية، فانتخابات رئاسية بعد تعديل في قانون الانتخابات. الطاهر بن بعيبش رئيس الفجر الجديد: لا اعتراض على سلال والمطلوب طريقة عمل سليمة سلال رجل غير متحزب وقادر على مهمته وترتاح له المجموعة السياسية من الأحزاب. لكن المنتظر منه هو طريقة العمل ومضمونها فالأولويات كثيرة ولكن الأولوية السياسية هي أولوية الأولويات، فالرجل صاحب تجربة طويلة في الدولة والميدان ولكن ينبغي أن يصاحب ذلك منهجية عمل مغايرة لما عرفناه. ميلود شرفي (الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي): التغيير الحكومي جاء كنتيجة طبيعية بعد تشريعيات 10 ماي المنصرم فيما يتعلق بالتغيير الحكومي وتعيين عبد المالك سلال، يرى التجمع الوطني الديمقراطي أن هذا القرار هو من الصلاحيات الدستورية للقاضي الأول في البلاد، ورئيس الجمهورية له الحق في ممارسة اختصاصاته الدستورية. ومن منظور التجمع الوطني الديمقراطي، فإن هذا التغيير جاء كنتيجة طبيعية بعد تشريعيات 10 ماي المنصرم. ويبقى التجمع الوطني الديمقراطي بإطاراته ومناضليه وفيا في خدمة الوطن والمواطن على كافة المستويات، وحريصا على التمثيل الأنجع لبرنامج الرئيس الذي التزم بدعمه التجمع الوطني الديمقراطي. عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل: المطلوب أن تكون لسلال حرية المبادرة والصلاحيات نتفاءل بالخير مع الرجل نحن نأمل في التغيير، من خلال إعطائه بعض الحرية في المبادرة وبعض الصلاحيات فالأولوية في التشغيل لأنه عندما يكون هذا المجال منتعشا تنتعش معه باقي القطاعات. فالتشغيل معقل الكرامة الانسانية وهي مفتاح كل المشاكل. عبد المالك رحماني، (المنسق الوطني بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي): ندعو الحكومة الجديدة إلى اعتماد أسلوب الحوار لحل مشاكل القطاع «المنتظر من الحكومة الجديدة أن تعتمد أسلوب الحوار لإيجاد حلول جذرية للمشاكل المطروحة على مستوى كل القطاعات، وأريد التأكيد على أننا متفائلون بتعيين عبد المالك سلال وزيرا أولا للحكومة لأنه معروف بتغليبه أسلوب الحوار، ونأمل أن يتم تغليب هذا المنطق عند فتح كل الملفات على أن يسمح ذلك بخدمة الصالح العام، وبالنسبة لنا كأساتذة تعليم عالي ندعو الحكومة الجديدة إلى التركيز على معالجة المشاكل الحقيقية وأن تكون واقعية تأخذ بعين الاعتبار المنفعة العامة للشعب وألا تكون حكومة أرقام وتبتعد عن المناورات، وألا تغامر بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي من خلال تعيين وزير واع وعلى اطلاع بواقع هذا القطاع". عبد الرحمان عكيف رئيس الحركة الوطنية للطبيعة والنمو: المطلوب النزاهة سلال رجل معروف وهو أيضا رجل ميدان، لا نعرف عنه غير العمل، وما نتمناه في حزبنا أن يكون محاطا برجال يعملون ونزهاء في المهمات التي توكل إليهم. ونأمل ألا يكون في فريقه من سيكون مصدرا للعرقلة. لابد أن ينتهي عهد المحسوبية والمعريفة ولابد أن يحل علينا عهد الرجل المناسب في المكان المناسب، الجزائر في حاجة إلى رجال ميدان وأصحاب الاختصاص، لا ينبغي أن يكون على رأس الوزارات أشخاص عديمو التجربة، حتى نصبح نادمين على الفريق الأول ونقول يا ليت ما ذهب عنا الأولون. محمد طالب شريف رئيس حزب العدالة والتنمية: على فريقه أن يكون وطنيا ومتكونا عبد المالك سلال له مسار جد محترم ومتخرج من المدرسة العليا للإدارة وتقلد مناصب في الدوائر والولايات منها رئيس دائرة ووالي، وهو شخصية حكيمة، لا نرى فيها إلا الخير. أتمنى أن يكون الفريق الذي سيعمل معه جديرا بالمسؤولية والثقة التي وُضعت فيه، وننشد من ورائه التغيير الحقيقي عن طريق رجال يتوفر فيهم شرطان أساسيان، التكوين والوطنية. فالأولويات حسب اعتقادنا في الحزب هي إخراج الاقتصاد الوطني من التبعية للنفط وإرساء سياسة زراعية حقيقية، كما نتمنى أن تتجاوز العلاقة بين الحكومة والهيئات المنتخبة فوضى التنسيق. مرابط إلياس رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية: أملنا أن يصلح أعضاء الحكومة الجديدة ما فشل فيه سابقوهم «نرحب بتعيين الوزير الأول عبد المالك سلال الذي ظفر بثقة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ونتمنى ألا يكون تغيير الطاقم الحكومي تغييرا من أجل التغيير فقط، بل نتمنى أن يكون تغييرا جذريا يخدم مصلحة الشعب الجزائري، خاصة وأن آمال الشعب تبقى معلقة على نوعية الرجال والنساء الممثلين للطاقم الحكومي الجديد الذي نتمنى أن يعمل على إيجاد الحلول للوضعية المتأزمة التي يعاني منها المجتمع، خاصة البطالة، الأمن، التربية والصحة، هذه القطاعات التي هي في مرحلة جد سيئة جراء سوء التسيير، كما نتمنى من أعضاء الحكومة الجدد أن يفتحوا أبواب الحوار البناء والهادف مع الشركاء والنقابات في مختلف القطاعات". شلبية محجوبي رئيسة حركة الشبيبة والديمقراطية: سلال كان منتظرا منذ العهدة الرئاسية الثانية نحن في تفاؤل لقرار رئيس الجمهورية المتضمن تعيين عبد المالك سلال وزيرا أول، بالنسبة لنا هذا القرار كان منتظرا في العهدة الرئاسية الثانية لعبد العزيز بوتفليقة لكنه لم يحصل. سلال رجل نظيف ونزيه، قادر على أداء مهمته ونحن نهنئه ونقف إلى جانبه ونتمنى له كل التوفيق في دراسة الملفات العالقة مع أعضاء حكومته التي يُفترض أن تكون مشكلة من شخصيات نزيهة. جمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائرالجديدة: الحكومة أو الوزير الأول.. لا حدث في غياب حوار وطني تتغيير الحكومة أو الوزير الأول أو أحدهما فقط، هو لاحدث بالنسبة لنا. المطلوب تغيير النظام الذي تعمل في فلكه هذه الحكومات المتعاقبة وليس تغيير وجوه الحكومة، هذا النظام يرتكب مآسٍ في كل مرة، فحزب الأغلبية قال على لسان أمينه العام في ولاية البرج قبل يومين أن التغيير الحكومي مجرد إشاعات، لكن ها هي النتيجة، فحزب الأغلبية ليس أهلا للاستشارة ولا أهلا حتى لاطلاعه على وجود تغيير، فالأمين العام لم يكن يدري حتى بما يجري. حالنا يشبه الذي غرق في الرمل ويريد الخروج مهما كلفه الأمر، بوسيلة أثبتت فشلها. أظن أن الأولوية الذهاب إلى ندوة وطنية سياسية للبحث عن آفاق جديدة. محسن بلعباس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية :الأرسيدي يناقش الحكومة الجديدة في المجلس الوطني بعد غد وأكد رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس أن التغيير الحكومي سيشكل محور نقاش في أشغال اجتماع دورة المجلس الوطني للحزب التي ستعقد بعد يومين أي بعد غد. ورفض رئيس الحزب التعليق على التغيير الحكومي لاسيما تعيين عبد المالك سلال وزيرا أولا. بوجناح عبد الكريم رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية: لا بد على الحكومة الجديدة الاهتمام بالقطاعات الحساسة «نرحب بتعيين الوزير الأول عبد المالك سلال خلفا لأحمد أويحيى، وهذا بعد طول انتظار وترقب، خاصة لكن أملنا كبير في الوزير الأول سلال، خاصة في الاهتمام بقضايا القواعد العمالية ومواجهة المشاكل التي يتخبط فيها المجتمع، كما يعتبر قطاع التربية من بين أهم القطاعات الحساسة في البلاد، والذي يجب على الوزير الجديد أن يعطي له أهمية بالغة وأن يهتم بالمشاكل التي يتخبط فيها عمال القطاع، كما نتمنى من الوزير سلال أن يولي أهمية إلى العمل النقابي في الجزائر ويفتح أبواب الحوار مع الشركاء الاجتماعيين في كل المجالات". عز الدين حلاسة، رئيس الاتحادية الوطنية لعمال البلديات: الحكومة الجديدة مطالبة بالاستجابة للمطالب المهنية الاجتماعية للعمال «ندعو الحكومة الجديدة إلى أن تكون في مستوى تطلعاتنا وأن تلبي المطالب المهنية والاجتماعية للعمال، واعتقد أن إسناد مهام تسيير الحكومة لعبد المالك سلال بصفته وزيرا أولا قد يسمح بتغيير الوضع خاصة أننا تعاملنا معه عند تقلد منصب وزير ونحن متفائلون باعتلائه هذا المنصب لأننا متيقنون بأن أسلوب الحوار الذي يعتمده يسمح بإيجاد حلول للمشاكل المطروحة، آملين أن تتحقق مطالبنا المرفوعة لتحسين وضعية عمال هذا القطاع، أما بالنسبة للوزارة أريد التأكيد أنه سواء تغير الوزير الحالي أو تم الإبقاء عليه في تشكيلة الحكومة الجديدة، فإننا متمسكون بمطالبنا التي ننتظر أن تُجسد ميدانيا". لخضر بن خلاف نائب حركة التنمية والعدالة :تأخر إعلان الحكومة غير مبرر انتقد لخضر بن خلاف نائب حركة التنمية والعدالة في أول رد للحركة على التغيير الحكومي الجديد، تأخر إعلان الحكومة رغم تعيين عبد المالك سلال وزير أول كان معروفا منذ الإنتخابات التشريعية الأخيرة، فكان الأولى أن يتم الإعلان عنها منذ 3 أشهر. وقال لخضر بن خلاف في اتصال هاتفي مع “الجزائر نيوز"، “نرجو أن يتم تعيين الحكومة في أقرب الأجال للتخفيف من حدة الغليان الإجتماعي الذي سيتأجج خلال الدخول الإجتماعي، والحكومة جديدة ينتظرها عمل هام وكبير". وأضاف المتحدث بأن كل الملفات التي تنتظر الحكومة الجديدة متعددة ومستعجلة، لكن المشكل السياسي الذي لاحظناه أن الحكومة لم تأت متوافقة مع إصلاحات بوتفليقة، كما أنها تظهر عدم وجود خطة محكمة لسد الثغرات المستعجلة، ولا يوجد مخطط للخروج من الأزمة، وفي اعتقاده الحل يبدأ بتغيير رئيس الجمهورية. سفيان جيلالي رئيس جيل جديد :التغيير الحكومي له علاقة بأجندة رئاسية رحب سفيان جيلالي رئيس جيل جديد بالتغيير الحكومي الذي كان منتظرا منذ أشهر، لكن يعاب على هذا التغيير أنه لا يدخل ضمن إجراءات الإصلاحات السياسية المعلن عنها من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. واعتبر رئيس جيل جديد في تصريح ل “الجزائر نيوز" اختيار عبد المالك سلال كرئيس للحكومة ليس له أي علاقة بالأغلبية في البرلمان على اعتبار أن الحكومة جاءت منفصلة عن تركيبة المجلس الشعبي الوطني. وأشار رئيس الحزب إلى اعتقاده بأن التغيير الحكومي ليس له علاقة بتركيبة مجلس النواب، بل له علاقة بأجندة رئاسية، رغم ذلك يمكنه تقليص التوتر في الدخول الإجتماعي وربما يكون عبارة عن إشارات للخطوات المقبلة للتغيير السياسي، ما دامت دورة المجلس الوطني ستنعقد من أجل دراسة التغيير الحكومي. نجيب بن مدور، (منسق وطني لنقابة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين): المشكل الأساسي في النظام وليس في الشخصيات التي تشكل الحكومة «تعوّدنا على أن مهما توالت الحكومات في الجزائر ومهما اختلفت الشخصيات إلا أن لا جديد يذكر بعد سنوات من تنصيبها خاصة بالنسبة لفئة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لأن المشكل الأساسي، حسب اعتقادي، يكمن في النظام المطبق وليس في شخص الوزير في حد ذاته، كل مرة نطرح فيها المشاكل التي تعاني منها هذه الفئة على مستوى كل الهيئات سواء التنفيذية أو التشريعية لكن من دون جدوى لأن الوضع بقي على حاله، ولا يسعنا بعد أن تم تعيين عبد المالك سلال وزيرا أولا أن نتفاءل خيرا في الحكومة المقبلة التي ندعوها إلى الأخذ على محمل الجد مطالب هذه الفئة وأن تعمل جاهدة على تحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للعمال ونفس الشيء بالنسبة للوزير سواء بقي الوزير الحالي أو تم تغييره، لأننا نريد أن نضع حدا لمعاناة هذه الفئة لأنها أكثر الفئات تضررا". الدكتور بلقاسم ساحلي (الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري): طمأنة الجبهة الاجتماعية، تحضير المحليات والاستثمار الخارجي وأمن الحدود من الضروري اتخاذ الإجراءات التي من شأنها طمأنة الجبهة الاجتماعية، وبالنسبة لأهم الملفات المطروحة على رئيس الحكومة الجديد، فهي ملفات داخلية من جهة، فضلا عن كونها ملفات تحمل طابعا خارجيا، من جهة أخرى. وبخصوص الملفات الداخلية، هناك ملف تحضير الانتخابات المحلية المرتقبة، لأنها محطة ثانية لاستكمال الإصلاحات. فضلا عن ذلك، ينبغي ضمان دخول اجتماعي هادئ لاسيما بالنسبة للدخول المدرسي، وكذا الدخول الجامعي. وهناك أيضا مسألة معالجة الظروف الاجتماعية لمنتسبي بعض القطاعات التي لم تستفد من تحسين مثل هذه الظروف، وذلك على غرار الحرس البلدي والمتقاعدين، وبالنسبة للملفات الخارجية، هناك مسألة ضمان أمن الحدود تزامنا مع التحديات الأمنية في منطقة الساحل.