المزاد السياسي اشتعل وكل يوم يُرفع السقف أكثر من طرف المطبلين والمزمرين الذين لا همّ لهم سوى التسابق على دعوة بوتفليقة للترشح لعهدة رابعة، متناسين بذلك الدستور وقوانينه. قد يضحك البعض من عبارة القوانين هذه ويقول بأنها لا تعدو أن تكون مجرد كلمة جوفاء وفارغة المعنى مادام الجميع يرفس عليها ولا أحد يعيرها اهتمام. آخر مستجدات النميمة السياسية تقول إن الانتخابات الرئاسية سوف تؤجل إلى أجل غير مسمى مع تعديل مدة العهدة بسبع سنوات كاملة ما دام رقم سبعة يرمز تاريخيا إلى الثورة التحريرية التي قاومت فرنسا بالسلاح سبع سنوات كاملة. هكذا تصبح العهدة الرئاسية تقاس بمدة حرب التحرير ويكون لها بعد رمزي تاريخي لا يجرؤ أي كان على رفضه وإلا اتهم بالخيانة العظمى للثورة! نحن لا نعرف التاريخ إلا إذا ارتبط بمصالحنا، ولا نجعله مرجعا لنا إلا إذا كان هناك أمر مهم مثل تمديد العهدة وغيرها من الأمور التي تحتاج أن تمر من باب التاريخ حتى لا يكون هناك من يعارضها ولو شكليا. هذه آخر مستجدات التمخميخ السياسي الذي يرى في التغيير خطرا على الشعب والخلاص الوحيد هو تأجيل الانتخابات الرئاسية وتمديد العهدة.. وغيرها من التمخميخات التي من شأنها أن تخدم هذا الشعب العظيم. قلت لكم فيما سبق أننا حقا شعب عظيم نقبل بكل شيء حتى لو كان منافيا للمنطق ونجد الحلول لأعوص المآزق حتى لو كانت مسرحيات لا يمكن أن يصدقها حتى رُضع السياسة، فما بالك بشعب شاب رأسه من الكمبلوات والانقلابات وغيرها من الشطحات.