قلت لحماري الذي تكوّم من البرد في فرشته وأثار الزكام ما تزال بادية على محياه، يقولون أن جهيد تونسي متهم في قضية قتل أحد أعضاء مجلس الشورى للنهضة الذي اختلف معه على شؤون الحزب وأشبعه ضربا حتى رأى الموت أمامه. نهق حماري نهيقا مزكوما وقال... بلطجي ترشح لرئاسة الجمهورية. قلت... تصور لو أن السلطة “عماها ربي" وجعلت منه رئيسا. قال... أين المشكل في ذلك؟ قلت... الرجل لا يعرف سوى البلطجة والضرب وصل به إلى حد التهديد بالقتل. قال ناهقا... البلطجة أصبحت موضة العصر السياسي الذي نعيشه ولا تندهش حينما تجد سياسيا يقوم بسلوكات مشينة لأن الوضع الأصلي للأمور هذا هو. قلت... يعني كلهم على نهج السي بلخادم. قال... بل على نهج البلطجة السياسية التي حلت مكان الكفاءة وجعلت من هؤلاء رؤساء أحزاب وفاعلين في الساحة لدرجة التفكير في تسيير البلاد وحكمها. قلت... يبدو أنك خسرت حربا حقيقية عندما رفضت الولوج إلى عالم السياسة. قال ساخرا... صحيح أنا حمار ولكن مع ذلك أعرف أصول السياسة أحسن من هؤلاء الذين تراهم أمامك. قلت... إذن لماذا تبخل علينا بجهودك وأفكارك؟ قال ناهقا... لأني حمار وأحترم نفسي ووضعي ولا أحب أن أصبح على كل لسان. قلت... السياسة ربما هي الدواء الذي يمكن أن يخرجك من قوقعتك ويجعلك ناشطا مثل كل بلطجية البلد. ضرب بذيله يمينا وشمالا وقال... لا يمكن أن أكون مثل بلخادم وأضرب إخواني ولا مثل الغول وأخون رفاقي ولا مثل أي متحرك بالتلكوموند أفعل ما يريدون هم وليس ما أريد أنا. قلت... إذن لازم الفقر والبرد وابقَ في فرشتك الباردة. نهق نهيقا مخيفا وقال.... كل الشر ولا وجوه الشر الذين تتكلم عنهم.