اختبأ حماري مثل الجبان داخل غطائه ولم يعد يظهر منه سوى أذناه الطويلتان مع بقاء حالته النفسية مثل “الزفت" وبعد أخذ ورد فهمت أنه مستاء من عودة العمليات الإرهابية بهذا الشكل المفزع وبدأ يتذكر سنوات الدم والجمر. قلت له.. هوّن عليك هي مجرد عملية استعراضية لا أكثر وذهبت لحالها. قال ناهقا.. لكن العواقب ستكون وخيمة جدا. قلت.. أصبحت محللا عسكريا بعد أن كنت محللا سياسيا، اصمت يا حماري ودع أهل الاختصاص يتكلمون أم تريد أن تصبح مثل هؤلاء الذين يتفلسفون في كل شيء دون حشمة؟ ضحك ساخرا.. على الرغم من نفسيتي المتعبة إلا أنك ذكرتني بفلاسفة كبار في هذا البلد. قلت.. لكن لا أفهم لماذا تنكمش على حالك هكذا مثل “البوجعران" وتظهر خوفك من الموت؟ قال.. سنوات الدم لم تكن سهلة أبدا. قلت.. ولا يمكن أن ننساها على الإطلاق يا حماري. قال.. لكن لماذا يحدث كل هذا في توقيت حرب المالي؟ قلت.. ربما لأنهم يريدوننا “قلب ورب" معهم في الحرب؟ قال ناهقا.. وهل تظن أننا لسنا كذلك؟ ما دمنا فتحنا مجالنا الجوي يمكن أن نفعل أكثر من ذلك أيضا. قلت.. لكن ربما يريدون أشياء أخرى؟ قال ساخرا.. يا رجل دعك من هذا الكلام، ثم هل تظن بأننا نستطيع قول لا أو حتى الاعتراض على ما يقولونه وما يفعلونه؟ قلت.. لكن رد الفعل الذي قام به الجيش ربما هو رسالة مشفرة للجميع وليس للإرهابيين فقط. قال وهو ينكمش أكثر وأكثر.. نعم، أنا أيضا فهمتها كذلك وأراه رسالة واضحة وصريحة لكل من تسول له نفسه المساس بهذا البلد.