صمت حماري وبدا متوجسا وخائفا على غير عادته وحينما أردت استفزازه قال صارخا، أنا مُستفز من بكري فلا داعي أن تستفزني أكثر. قلت ساخرا... وما الذي يجعلك مستفزا هكذا؟ هل غرقولك لبوابر أيها الحمار؟ قال ناهقا... أفكر في كل هذا التخلاط والتخياط الذي يطفو على الساحة السياسية. قلت... دواءك في السياسة وعندما رأيتك منغمسا في التفكير عرفت أنك مهموم بالتسوس. قال... نعم لقد أتعبني التفكير في ما يحدث. قلت... وماذا يحدث يا حماري اللعين؟ قال... هناك طبخة جديدة “راهي طيب". قلت... تقصد أنها تطبخ في مطبخ السياسة أم في جهة أخرى؟ قال... الروائح بدأت تصل لذلك يجب أن نفتح عيوننا جيدا. قلت... روائح ماذا؟ قال... روائح مختلطة بين دستور ورئاسيات وكل شيء. قلت... هذا أمر طبيعي، هل تريد أن يطبخ كل شيء دون روائح؟ قال ناهقا... ذهاب أويحيى وتخلاط بلخادم وصمت أبو جرة كله مقلق ويجعلك تفكر ألف مرة فيما يحدث. قلت... لا تتعب نفسك “راهي مخدومة مسبقا". قال... لا أظن بأن المشهد واضح... ضباب كثيف وشد ورد ومد وجزر. قلت... وأنت من سترشح لكل هذا يا حماري؟ إنتفض من مكانه وقال... وهل أستطيع الإفصاح عن رغبتي هكذا بك علنية كما تظن؟ قلت... نحن في بلد ديمقراطي ولا أظن أنهم سيحاسبونك على رأيك؟ قال... أنا حمار لا أفهم في السياسة وحتى لو حاولت ذلك لا أستطيع لأني سياسة البلد صنعت بخيوط وهمية لا تستطيع أبدا الإمساك بها حتى لو كنت ساحرا.