لم يتقبل مناصرو “الخضر"، بسهولة، الخسارة أمام المنتخب التونسي، في مقابلة الثلاثاء الماضي، وهم الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا من أجل مساندة منتخبهم في فعاليات كأس أمم إفريقيا الجارية بهذا البلد. ويقول أحد هؤلاء المناصرين “كنا نفضل أن يتعادل المنتخب الوطني، على الأقل كان ذلك سيسمح بالحصول على نقطة واحدة" قبل أن يضيف بأن الخضر كانوا أفضل بكثير من نظرائهم التونسيين، على الصعيدين التقني والبدني، وأنه “ليس هناك مستحيل في كرة القدم والحظ كان في جانب التونسيين". وعلى مستوى الملعب الذي احتضن وقائع المباراة، كان التوتر لدى الأنصار يتصاعد في كل مرة يضيع فيها الخضر فرصة للتسجيل، ولم يتوانَ هؤلاء في التعبير عن ذلك بالصراخ والتصفير، لكنهم احتفظوا أيضا بالأمل إلى آخر دقيقة. وهذا الأمل هو الذي جعلهم، منذ اللحظة التي أخذوا فيها أماكنهم بالمدرجات، لا يتوقفون عن الغناء والهتاف والرقص بمعية أفارقة، غير أنه وبمجرد أن قام المنتخب التونسي بتسجيل هدف الفوز، بدأ معظم المناصرين الجزائريين في مغادرة ملعب “روستنبرغ"، وقال أحد المناصرين الجزائريين عند الخروج من الملعب، بنبرة فيها الكثير من الاندهاش، “لقد كان لدينا أمل كبير، واعتقدنا أن المقابلة أمام المنتخب التونسي كانت سهلة". ومن جانب اللاعبين الجزائريين، فإن الهزيمة أمام المنتخب التونسي كان من الصعب “هضمها" أيضا، ولا سيما بالنظر إلى الجمهور العريض الذي جاء لمناصرتهم ومساندتهم، وبالنسبة لبعض هؤلاء اللاعبين، فقد كان من الصعب النظر مباشرة إلى أعين المناصرين الجزائريين، واكتفوا بالتصفيق لهم وهم يديرون لهم ظهورهم، أما المهاجم إسلام سليماني فلم يستطع تمالك نفسه وهو الذي انهمرت الدموع من عينيه. ورغم خيبة الأمل، فإن ال 250 مناصر الذين ذهبوا إلى جنوب إفريقيا، من خلال التكفل الذي منحته “موبيليس"، يؤكدون أنه لا مكان للاستسلام وحتى وإن كانت الفرص للمرور إلى الدور الثاني، ليست مطمئنة. وأكد المناصرون أنه يخشى بالتأكيد من المقابلتين الاثنتين القادمتين ضد كل من الطوغو وكوت ديفوار، ولكنهم، كما قالوا، سوف يساندون المنتخب الوطني الجزائري إلى النهاية. ومن الضروري الإشارة إلى أن المقابلة الكروية أمام المنتخب التونسي قد جرت في ظروف جيدة، حيث لم يسجل أي حادث في هذا الإطار، ومناصرو “الخضر" أعطوا صورة ممتازة لبلدهم الجزائر ولا سيما عندما قرروا الامتناع ، فيما بينهم، عن التصفير ضد النشيد الوطني التونسي ضمن سلوك حضاري واحتراما لجيرانهم التونسيين. كما أن هناك مشهدا بقي محفورا في نفوس المناصرين الجزائريين، عندما رأوا ليبيين وسعوديين يناصرون المنتخب التونسي. مبعوثة “الجزائر نيوز" إلى جنوب إفريقيا: حسنة زوبيري / ترجمة: عزيز. ل