الوزير الأول الليبي أوقف اللقاء حتى يشحن لاعبي الاتحاد المنتخب الليبي فريق متواضع لكنه يلعب بحرارة زائدة تحدث اللاعب الدولي السابق، لخضر بلومي، في حواره مع ''الخبر''، عن المباراة التي ستجمع ''الخضر''، اليوم، أمام المنتخب الليبي، داعيا الأنصار لتجنب التصفير على النشيد الوطني الليبي وأن يكتفوا بمناصرة منتخبهم. كما تحدث نجم المنتخب الوطني للثمانينيات عن الإصابة الخطيرة التي تعرض لها بليبيا، مستحضرا ذكريات بدت راسخة في ذهنه إلى حد الساعة. تنتظر المنتخب الوطني مباراة صعبة أمام ليبيا اليوم، أليس كذلك؟ في اعتقادي، المواجهة ستكون في متناولنا، على اعتبار أننا سنواجه منتخبا أثقلت المشاكل كاهله، حيث إن البطولة الليبية لم تنطلق بعد، زيادة على أن هناك تشنجات بين بعض الكوادر واتحاديتهم، بسبب المنح، دون أن ننسى أنّ خسارة لقاء الذهاب كان لها الأثر السلبي على المنتخب الليبي. إذا، أين يكمن التخوف حسب رأيك؟ علينا أن ندخل المباراة منذ البداية من أجل التسجيل، حتى نقتل حرارتهم ونفسد مخططهم الاستفزازي.. وعلى الأنصار أن يكونوا في المستوى وأن يتجنبوا التصفير على النشيد الليبي ويكتفوا فقط بتشجيع منتخبهم، لأن الليبيين سيحاولون إفساد العرس الكروي، متأكدين في نفس الوقت أن أنظار العالم ستتجه لملعب تشاكر. وعليه، يجب أن نبرهن لهم أن المنتخب الجزائري أقوى من الليبي على جميع الأصعدة. ما هي مفاتيح الفوز على المنتخب الليبي، حسب رأيكم؟ فتح باب التسجيل منذ الدقائق الأولى حتى نلعب براحة، لأن المنتخب الليبي سيلعب بإرادة وحرارة كبيرتين ولا أظن أنه سيفاجئ رفقاء سليماني فنيا وعلينا أن نتحمل استفزازاتهم. بالعودة إلى العام 1984 والمواجهة التي جمعت فريقك غالي معسكر والاتحاد الليبي والإصابة التي تلقيتها، هل مازلت تتذكر الحادثة؟ من دون شك، ستبقى ذكرى سيئة في مشواري الكروي، حيث كنت في أوج العطاء بعد أن شاركنا في كأس أمم إفريقيا لعام ,1984 بكوت ديفوار وقدمنا مردودا كبيرا. وتواصل تألقي في اللقاء الودي أمام نادي جوفنتوس الإيطالي، حيث قدمنا مباراة كبيرة وفزنا عليهم ب3/2 في لقاء مثير. وبعد ثلاثة أسابيع، كان فريقي غالي معسكر على موعد مع كأس إفريقيا للأندية البطلة، حيث استقبلنا اتحاد طرابلس المتكون تقريبا من المنتخب الليبي الأول، استقبلناهم قبلها بملعب مفلاح عواد بمعسكر وفزنا عليهم بالأداء والنتيجة ب4/0، ووقتها كان الاستقبال في معسكر في المستوى ولم يشتك الأشقاء من أي شيء على أساس أن الفوز كان مستحقا. وماذا حدث في لقاء العودة؟ صراحة، كل شيء كان عاديا، لكن الاستفزازات بدأت في المطار، بدليل، أتذكر، أننا وصلنا في حدود منتصف النهار وبقينا في بهو المطار إلى غاية الثامنة ليلا، حيث أخذت شرطة المطار جوازات السفر وبدأت الحرب النفسية. وقد حذرني بعض الإخوة التونسيين الذين يعملون في المطار بطرابلس، بأنني مستهدف وطلبوا منّي الحذر فلم آخذ بنصيحتهم، على اعتبار أنّ نتيجة الذهاب فصلت في تأهلنا مبكرا، لكن صراحة عشنا الجحيم قبل وأثناء وبعد اللقاء. كيف كان ذلك؟ في عملية المصافحة بين قائدي التشكيلتين وتبادل شعار الناديين قبل المقابلة بدقائق، رفض حارس الاتحاد ذلك ورمى شعار نادي غالي معكسر على الأرض، وهي بداية الاستفزازات. وبعد ضربة الانطلاقة ببعض الدقائق، أوقف الحكم الإثيوبي اللقاء حوالي خمس دقائق، بعد اقتحام الوزير الأول الليبي آنذاك أرضية الميدان، حيث طلب الحديث مع لاعبي الاتحاد، لشحن بطارياتهم وهو ما حدث بعد 20 دقيقة، ليتدخل اللاعب الليبي أبو بكر باني عليّ بقوة من الخلف واستهدف إصابتي بشكل عمدي، حيث لم أستفق حتى وجدت نفسي في المستشفى. وماذا حدث في الوقت المتبقي من اللقاء؟ لقد توقفت المباراة عدة مرات، بعد أن أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه لاعبنا مخلوفي، ومع هذا تمكنا من التأهل رغم خسارتنا ب3/.0 لكن بعد أن صفر الحكم نهاية المباراة، تمّ إطفاء النور واقتحم بعض المناصرين أرضية الملعب، لكن زملائي تمكنوا من الفرار وتجنبنا كارثة كبيرة. وكيف كان التعامل معك في المستشفى؟ صراحة المستشفى كان يسيّره أطباء أجانب، طلبوا مني إجراء عملية جراحية مباشرة، لكني رفضت لأنني كنت أريد العودة مع الفريق في اليوم الموالي، حيث تم وضع الجبس على قدمي، كما أن الوفد اضطر للمبيت في مقر السفارة. هل صحيح أن تلك الإصابة حرمتك من الاحتراف؟ لقد كان لي موعد في الفاتح جوان من العام 1984، مع المدير الرياضي لنادي جوفنتوس، قصد التفاوض وإجراء الفحوص الطبية، لكن أبو بكر باني حرمني من أغلى أمنية كانت تراودني، خاصة بعد المباراة التي قدمتها أمام زملاء بلاتيني، بونياك وزوف، وكان لباني رأي آخر، لهذا أطلب منه أن يقدم اعتذاراته على ما بدر منه لأنه كان وراء منعي من اللعب للعملاق جوفنتوس.