وأخيرا هناك من يتكلم ويفكر في خطر التطرف الديني الذي كشر على أنيابه وأصبح الدين سلاحا ذا حدين، وها هم علماء ودعاة أئمة الساحل يعلنون عن إنشاء رابطة لمحاربة هذا التطرف. نهق حماري نهيقا مزعجا وقال... بعد أن ضرب الإرهاب ضربته تذكروا التطرف والتعصب؟ قلت... الوقت لم يفت بعد ويمكن تدارك الأشياء في وقتها. ضرب الأرض بحافريه وقال... يبدو أنك تحلم يا عزيزي، التطرف ليس في الدين فقط بل في كل شيء من حولك. قلت... تقصد السياسة أيضا؟ قال... كل شيء فيه لمسة من التطرف، ثم هؤلاء الذين فكروا في إنشاء هذه الرابطة ألا تظن أن الأمر كان يحتاج أن يكون من قبل خاصة أن الفراغ الديني الذي خلقته سنوات الدمار ملأها اليأس والضجر؟ قلت... يبدو أن ما حدث في عين أمناس، حرك السلطة وجعلها تنظر للأمور بطريقة أكثر جدية؟ قال ناهقا... التطرف الذي تتحدث عنه ليس عندنا فقط، بل صار خبزا يوميا في الكثير من الدول، بربك ماذا تقول في رجل ذي لحية طويلة يحرق الإنجيل؟ قلت... متطرف قال... هل رأيت أن الأمر أكبر من أن تؤسس له رابطة أو جمعية، المشكلة يجب أن تعالج بجدية وتبدأ من الأسرة والمدرسة. قلت.. ربما سينظرون في ذلك. قال... ما عليش ولكن سياسة الفعل ورد الفعل هذه ليست هي الحل الناجع والبريكولاج الذي عشش في دواليب سلطة أخذ القرار يجب أن يتغير لأنه من غير المعقول أن نعالج كل الأمور بنفس الطريقة؟ قلت... أنت حمار ومع ذلك تميز الأمور قال... أنا ضد التطرف في كل شيء ولكن يجب على السلطة أن تنظر بعيون الشعب.