يتوقع بعض المتعاملين الخواص في قطاع الدواجن وصول سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج المفرغ في رفوف تجار التجزئة مستقبلا إلى قرابة 400 دينار، مشيرين إلى أن انخفاض أسعار الدواجن مؤخرا لن يدوم وأنه حدث أساسا بسبب إضراب عمال البريد الذي أفضى إلى نقص كبير في السيولة وبالتالي انكماش الطلب، وأن المربين بصدد إخراج كميات معتبرة من الدواجن الفائضة إلى السوق منذ المولد النبوي الشريف وأن الأسعار التي عرفت ارتفاعا نسبيا قدره ثلاثين دينارا خلال الأيام الأخيرة، مرشحة للارتفاع أكثر مستقبلا بالنظر إلى وجود عدة عوامل ضاغطة. ولم يخف سمير سنون طبيب بيطري ومتعامل خاص في قطاع الدواجن بضواحي العاصمة، هذه التوقعات بشأن الارتفاع المحتمل للأسعار إلى حدود جد محسوسة مستقبلا، مؤكدا أن المربين بصدد إخراج الإنتاج الفائض إلى السوق منذ المولد النبوي الشريف وهو مناسبة تعرف عادة إقبالا كبيرا على استهلاك هذا النوع من اللحوم، حيث أشار أيضا إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد في الدجاجة التي تصل من المربين إلى المذابح ارتفع مؤخرا، وفي فترة أيام معدودة فقط من 140 دينار إلى 170 دينار. وقال سمير سنون إن وصول سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج المفرغ إلى هذا المستوى من الأسعار مستقبلا سوف يقابله ارتفاع في سعر الكيلوغرام الواحد في الدجاجة الحية المعدة للذبح والذي يتوقع له أن يصل حدود 250 دينار مستقبلا، لكن ذات المتحدث يقول أيضا إن الفرق الموجود في السعرين، وهو فرق في حدود 130 دينار للكلغ الواحد، يتم تفسيره بهامش الربح الكبير الذي يستفيد منه أصحاب المذابح الذين يتحصلون على حوالي 90 دينارا في الدجاجة الواحدة، حسبه، على اعتبار أن تجار التجزئة يحصلون - وفقه- على هامش ربح ثابت يصل حدود 40 دينارا في الكيلوغرام الواحد فقط. وأشار ذات المتحدث إلى أن هذا السعر المرتبط بالدجاجة الحية والبالغ 250 دينار يبدو مرتفعا قياسا إلى تبعاته على المستهلك، لكنه - يقول - أنه متدني نوعا ما بالنسبة للمنتج على اعتبار أن “سعر التكلفة للكلغ الواحد يصل إلى حدود 215 دينار للكيلوغرام الواحد أيضا". ويقول سنون سمير إن 90 دينارا مقابل كلفة الذبح لكل دجاجة، وبواقع 60 دينارا للحم الصافي الذي يمثل ثلثي الوزن و30 دينارا للأحشاء والفضلات مما يمثل ثلث الوزن، هو أمر يتطلب إنشاء وتوفير مذابح بلدية تابعة للدولة، ويكون لديها - أي هذه المذابح - قدرات تخزين معتبرة تسمح لها باعتماد أسعار مرنة وذلك “على عكس الخواص الذين يشترون الدواجن على نحو فوري وبأسعار عالية". ويؤكد ذات المتحدث أن الأسعار في المذابح البلدية بالشقيقة تونس، مثلا، تعتمد نسبة بسيطة في خضم شراء الدجاج الحي من المربين، وفي بلدنا “لو تم إيجاد هذه المذابح البلدية لكانت اعتمدت قيمة مالية تصل إلى 20 دينارا للكلغ الواحد، فوق سعر التكلفة الذي هو في حدود 215 دينار للكلغ الواحد" وبالنسبة لسنون سمير دائما، فإن هذه التركيبة سترفع سعر الدجاجة المذبوحة قبل وصولها إلى تاجر التجزئة إلى حدود 230 دينار للكلغ الواحد. وقال ذات المتحدث أنه لو وجدت هذه المذابح في بلدنا لكان هامش الربح لديها قليلا ومضمونا في نفس الوقت وطيلة العام على اعتبار - كما قال- أن أسعار الربح لديها ستكون ثابتة فضلا عن كون هذه المذابح - لو وجدت- سوف تعمل على تموين الكثير من المؤسسات العمومية بالدواجن و«هي مؤسسات تشتري الدواجن من الخارج" وفق ما يؤكده سنون دائما. وأضاف ذات المتحدث أن الدعم الذي أطلقته السلطات العمومية مؤخرا من ناحية إلغاء الرسم على القيمة المضافة والحقوق الجمركية بخصوص استيراد الذرة و«السوجا" لم يكن محسوسا في الميدان، مشيرا إلى أن قنطارا واحدا من خليط الأغذية المكون أساسا من هذين المنتوجين يصل حاليا إلى 4900 دينار، “حيث كان يصل قبل انفجار أزمة أسعار هذين المنتوجين في السوق الدولية، قبل حوالي عام ونصف، إلى حدود 3800 دينار فقط وكحد أقصى"، كما أكد ذات المتحدث على أهمية هذا الموضوع المرتبط بتغذية الدواجن على اعتبار أن ألف دجاجة تستهلك، كما قال، 60 قنطارا من أغذية الدواجن في مدة 55 يوم فقط. وأضاف ذات المتحدث أنه لا يمكن التقليل من سعر التكلفة الحالي في قطاع الدواجن على اعتبار أن عوامل الإنتاج - كما قال - هي عوامل ثابتة ولا يمكن الإستغناء عنها، وكل دجاجة “تستهلك 6 كيلوغرام من الأغذية إلى غاية تسويقها وهذه تعتبر نسبة ثابتة". وأكد سنون أيضا أن الاعتقاد بأن الدورة الانتاجية للدجاج الولود ستستمر إلى غاية نهاية العام الجاري 2013، كعامل يسمح باستقرار الأسعار ... هو أمر غير صحيح، حيث أشار ذات المتحدث إلى كون الدورات الإنتاجية للدجاج الولود تختلف لدى كل مربي على حده وحسب “تاريخ دخول الدجاج الولود مرحلة الانتاج وأيضا حسب أعداد الدجاج التي تدخل الاستغلال لدى كل مربي". من جانب آخر، أكد بودودو عبد الرزاق وهو مربي دواجن ضواحي العاصمة أن فرضية كون العوامل الطبيعية تتسبب في هلاك الكثير من الدواجن بالنظر إلى عدم وجود بنايات حديثة لدى المربين خاصة بهذا النشاط، هو أمر غير صحيح، على اعتبار - كما قال- أن وفيات الدواجن، وفقا لتجربته واحتكاكه بالميدان، تعتبر قليلة خلال فصل الشتاء ولم تتجاوز نسبة 3 بالمائة، أما في الصيف فقد “كانت هناك وفيات لكنها لم تتجاوز عموما نسبة 10 بالمائة وهي نسبة مقبولة".