نفى مربو الدواجن أن يكونوا وراء ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، واتهموا المذابح غير الشرعية باحتكار أسواق الدجاج في رمضان رفقة وسطاء البيع وتواطؤ سلطات الرقابة بغيابها عن الميدان وإحكام سيطرتها على المذابح المعتمدة دون غيرها وإرشاء فرق التفتيش، والتنسيق بين بعضهم بالاتصالات الهاتفية· بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج، أمس، في منطقة المتيجة ما بين 290 و320 دينار، وفي الجلفة والمسيلة في حدود ال 300 دينار، وفي تيارت 310 دينار في المداجن· أما في المذابح، فقد وصل سعر الجملة للكيلوغرام الواحد إلى حدود 270 دينار، وتبلغ قيمة الصوص الواحد ما بين 56 و80 دينار، بينما يقتني أصحاب المذابح الدجاج من مربيه بسعر يتراوح ما بين 170 و180 دينار، وهو السعر القاعدي والمبدئي الذي تنطلق منه سوق الدجاج في الجزائر، على اعتبار المتيجة والجلفةوتيارت تعتبر المناطق المرجعية لبورصة الدواجن والمواشي· يقول أحد المربين بمنطقة المتيجة إن سعر الكيلوغرام الواحد تقهقر قبل شهرين إلى 120 دينار في المذابح وما بين 130 و140 دينار في محلات القصابات، ويفسر أحدهم استقرار هذا الارتفاع بعزوف الكثير من المربين مع حلول فصل الصيف عن تربية الدواجن بعد أن تكبد حوالي 60 بالمائة منهم خسائر فادحة بموت ما لا يقل عن عشرات الآلاف من الدجاجات، لتكون سببا مباشرا في أخذ الأسعار منحى تصاعديا صادف حلول شهر رمضان التي تعرف فيه معظم المواد الاستهلاكية حرارة موسمية· لكن بالنسبة للمربين تكمن الأسباب الحقيقية وراء بقاء اللحوم البيضاء بعيدة عن متناول القدرة الشرائية لمعظم الجزائريين، في احتكار واقتسام سوق الصوجا والذرة بين مستوردين أو ثلاثة الذين يتعاملون مع صغار الوسطاء، حيث يتفقون من الشرق إلى الغرب على سعر واحد للبيع يجبرون به المربين على شراء الأكل لدواجنهم وإلا تكبدوا خسارة كبيرة باحتمال موت الآلاف من الوحدات، وفي هذه الحالة يضطر المربون لبيع دجاجهم إلى المذابح بأثمان مرتفعة''، وهنا يشير مربي دواجن من المتيجة أن المذابح سواء العمومية أو الخاصة التي تبيع للتجار غاليا، أصحابها ليسوا من الجزارين بل وسطاء بين المذابح والقصابات، وهي المرحلة الثانية التي تعرف فيها اللحوم البيضاء قفزة في السعر بعد الذي تعرفه في المذبح على خلفية ارتفاع أسعار الصوجا والذرة· وتشير مصادرنا كذلك، علاوة عن غياب الدور الرقابي للسلطات المعنية، تشير إلى خروج كلي عن السيطرة للمذابح غير الشرعية التي تمثل فئة موازية للمذابح العمومية والخاصة المعتمدة، حيث تقوم هذه الأخيرة بربط علاقاتها التجارية مباشرة مع الفلاح الذي يبقى همّه الوحيد بيع منتوجه دون خسارة ولو بهامش ربح ضئيل· وتتواجد -حسب مصادرنا- الكثير من المذابح غير الشرعية التي تعتبر نقطة سوداء كبيرة مثلا في المتيجة، والتي تمون معظم القصابات التي تبيع الدجاج بسعر تنافسي مع المعتمد من قبل المذابح الشرعية تماشيا مع السوق ولعدم جلب الانتباه· ويقول أحد مربي الدواجن بوسط البلاد إن ''الرقابة لا تطال هذا النوع من المذابح بل تطال المذابح الشرعية مرتين أو ثلاثة في الأسبوع لتبرير خروج فرق التفتيش، وهي في الوقت نفسه تغطية على غير الشرعيين الذين يتهربون من الضرائب لعدم امتلاكهم سجلات تجارية ويورطون أعوان الرقابة برشوتهم''، ويقول مربي آخر من الجلفة بأن ''التنسيق بين هذه الحلقات أي بين مستوردي الصوجا وبين المذابح غير الشرعية والوسطاء عن طريق الهاتف النقال من الشرق إلى الغرب لإبقاء مستوى الارتفاع مستقرا، وهنا لا تجد فرق التفتيش نفسها في عالم مليء بالمتاهات''·