لا أدري لماذا ما زلت أشم رائحة شايطة وراء رسالة المالطي للجنرال توفيق “رب الدزاير" ولا أدري لماذا حاستي السادسة تقول لي بأن التخلاط والتخياط لرئاسيات 2014 له حصته من كل هذه “الفوحة" التي يرعاها الخارج بامتياز. رب الدزاير موجود في الجزائر على الرغم من أننا لا نراه ولا نسمعه ولا نعرف له صورة سوى تلك الأرشيفية التي أخذت عن طريق الخطأ تماما مثل كل الربوب الآخرين الذين يعملون في الكتمان ولكن المالطي هذا الذي تحتضنه باريس بعد أن طرد من سوناطراك وخرج من الجزائر التي ضرب فيها “الشيتة" لبوتفليقة في عهدته الثانية وشطح وردح له منتظرا أن يعطيه ما يعطيه ولكن عندما خذله الرجل ولم يمكنه من وزارة أو سفارة انقلب على أعقابه وصار “يخلط فالزيقو". هل يعقل أن يصل الهوان إلى حد اتهام جهاز الDRS وعلى رأسه “ربه توفيق" بأنه شريك وحليف وراعي الفساد والمفسدين وهو الذي وجد في الأصل من أجل حماية الدولة من كل هؤلاء بمن فيهم هذا المالطي الذي يقتات من فرنسا؟ لو تم توجيه أصابع الاتهام لبعض الضباط والجنرالات بضلوعهم في الفساد مع اثبات ذلك بالدليل القاطع، لكان الأمر عاديا ويمكن أن يحدث في أي دولة، لكن أن تتجرأ على المؤسسة الأمنية بكاملها وعلى “ربها" فهذا ضرب من الجنون وغير مقبول أبدا. ثم هل يجوز للمالطي أو لغيره أن يتكلم عن رب آخر للدزاير في وجود بوتفليقة الذي ما زال يتنفس وما غرضه في أن يُخلط “الربوب" في بعضها إذا كانت نيته سليمة ولا يمليها عليه من يريد زرع الشك والبلبلة وركوب ظهر البلد مثلما رُكبت تونس وسوريا ومصر وليبيا؟ حقيقة ما عدنا نفهم ما يحدث من ألاعيب متعفنة ولكن الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن أصدقه أن تضطلع الDRS كمؤسسة أمنية وربها التوفيق وبوتفليقة في لعبة مثل هذه لأن للجزائر رب فوق الجميع ويحميها من الجميع.