لا أدري لماذا يصنع جماعة الأفلان من الحبة قبة ويستغربون أن يخلف بلخادم نفسه بعد أن طرده الصندوق، ولا أفهم كيف لهؤلاء أن يحاولوا خلق قاعدة سياسية جديدة بتوابل الديمقراطية والشفافية وكل البلاد تعيش على قاعدة “هف تعيش". الأفلان هذا الحزب الكبير والوحيد على الرغم من حكاية التعددية السياسية التي يتغنى بها البعض هو الصورة المصغرة للنظام الذي يحكم نفسه ويخلف نفسه ويكولس مع نفسه ولا يقبل بأي شكل من الأشكال أن يتنازل عن السلطة لغيره. لذلك عندما نسمع بهذه المناوشات الصغيرة التي تطفو للسطح من وقت إلى آخر في هذا الحزب الذي يضم الوزراء والسيناتورات والنواب ويحاولون إيهامنا أنهم يتموقعون ضد الدكتاتورية والانفراد باتخاذ القرار وغيرها من الممارسات التي يصفونها بغير الديمقراطية التي يقوم بها بلخادم، تنتابك “ضحكة ساخرة" لأن أصل اللعبة السياسية التي يمارسونها جميعهم سواء في وزاراتهم أو في مناصبهم التشريعية أو في حزبهم كلها قائمة على سياسة “كولني وناكلك". ثم لماذا يُعاب على بلخادم تفكيره في خلف نفسه على رأس الحزب، هل ظاهرة وراثة السلطة لنفسها غريبة علينا؟ أم أنها أيضا قاعدة تحتكم إلى العرف والمصلحة العليا التي لا يحق لأي كان أن يطعن فيها مهما كان موقعه؟ يا جماعة اللعبة واضحة ولا داعي لكل هذه القلاقل التي تصنعونها في كل “دورة" واكملوا مسار العجلة التي لن تتغير أبدا إلا بمعجزة!