بعد أن فند وزير الداخلية الإشاعات التي كانت تتردد بقوة بخصوص تمديد عهدة بوتفليقة إلى سنتين وتأجيل الانتخابات الرئاسية إلى ما بعد ذلك، يبدو أن الجميع “متحزم" لتحضير مرشحه وهذا ما يفعله حزب مجد الذي بدأ يتحرك في هذا الاتجاه حتى يقدم بدائله في الساحة. قد تسخرون مني لأني أقول بأن مجد يتحرك باتجاه الرئاسيات ولكم الحق في ذلك، ولكن هو الحزب الوحيد الذي أعلن نيته صراحة، وباقي الأحزاب الأخرى ما تزال تمارس حرب داحس والغبراء فيما بينها، فالأفلان دخل في نفق أسود وصراعات حول الزعامة الموهومة التي لا حل لها والأرندي أيضا بعد أن تخلص من أويحيى، ها هو يريد قلب الطاولة على بن صالح الذي لم يعرف التحكم في زمام الأمور، أما حمس فها هي تضع نفسها على هامش السياسة وتعلن بعد صمت كبير وضربات متتالية بأن شيخها وزعيمها اكتفى من عسل الزعامة ومغرياتها وها هو يعلن زهده عنها، كذلك الويزة التي لم ترم بياضها بعد ولم تعلن عن نيتها صراحة في الموضوع. البعض يقول بأن بوتفليقة اكتفى من السلطة وشبع منها لأنه لم يتكلم قرابة تسعة أشهر كاملة للشعب ولم يفتتح كعادته لا السنة القضائية ولا السنة الجامعية ولا حتى يلبي الدعوات التي تأتيه من الخارج ويفوض في مكانه أشخاصا غيره للقيام بالمهام. هذه باختصار الصورة أمامكم... أحزاب متصارعة وطبقة سياسية هشة جدا وسلطة مرتبكة لم تفصل بعد في شؤونها الداخلية وشعب لا أدري ماذا يمكن أن أقول عنه سوى أنه شعب كاره ومحقور ومسوس... فيا ترى كيف سيكون المخرج؟