عاد المطر وعادت اللوبية وعادت سعادة حماري الذي يعشق الأجواء الماطرة والغائمة والتي تعبر عن غضب الطبيعة وسخطها مادام البشر غير مستعدين للخروج عن نمط حياتهم وتغييره. قلت له... تصور معي أنت عيش في عالم لا ينغصه شيئا؟ نهق نهيقا طريفا وقال... عدت لأحلامك وخطرفاتك يا عزيزي؟ قلت ضاحكا... مجرد تصور، أتخيل فيه الحياة هنيئة وسعيدة ومستقرة. قال... لو كان الأمر كذلك ما كان الحوار بيننا ليكون وانشغلنا في سعادتنا ونسينا أن نكلم بعضنا ونشكي همومنا. قلت... وكنت سأرتاح من يأسك واستحمارك وكل ما يدور في فلكك. ضحك ضحكة طويلة وقال... قدرك حمار مثلي ولا يمكن أن تتخلص مني حتى إذا دفنتني أو دفنتك تحت التراب. قال... أشعر أن شيئا ما سيحدث يا عزيزي. قلت... خيرا إن شاء الله. قال... هو حدث سياسي ولكن لم أستطع تحديد ملامحه. قلت... ربما تعيين خليفة بلخادم؟ قال... لا إحساسي يقول إنه أكبر من هذا. قلت... إذن تغيير حكومي وشيك ستسقط فيه الرؤوس وتتناطح تحسبا لشيء ما. قال... لا، لا، أكبر أكبر بكثير. قلت... إذن تلك التي تفكر فيها...الانتخابات الرئاسية؟ قال ناهقا... لا أدري، ولكن هي أشبه أن تكون بهذا. قلت... تريد أن تقول إنك تعرف من سيكون الرئيس؟ قاطعني ناهقا... أصمت أيها المعتوه، ولا تتكهن في السياسة، فالسلطة لا تحب من يفكر بصوت عال وتريد من كل الشعب أن يسمع ويطيع وينتخب من تراه هي مناسبا له.