أضحكتني تصريحات السلفي حمداش عبد الفتاح الذي يتزعم حزب “الصحوة" غير المعتمد والذي بعد أسبوع من الجولات الإعلامية بينه وبين الشيخ فركوس حول الحرام والحلال السياسي، ها هو يقول بأن حزبه القادم سيعمل على مساندة بوتفليقة في عهدة رابعة إن أرادها ولن يقف في وجهه ولا في وجه الشعب الذي سيختاره، في خطوة غزل ورسالة واضحة للرئيس حتى يحنّ قلبه ويعتمد حزبه السلفي الذي سيعمل على طاعة الحاكم. وقال أيضا في تلميحات أخرى للسلطة إنه يهدف إلى أن “يُربي" الشعب فقط الذي فسدت أخلاقه ولا يطمح للمشاركة في الانتخابات سواء كانت محلية أو تشريعية أو حتى رئاسية! لا أدري لماذا تذكرت عبارة “مول الكريك" اللطيفة والخفيفة التي تقال على كل من يستبق الأحداث و"يطلع ويهبط" وحده مثلما يفعل حبيبنا السلفي الذي أصبح فعلا “مول الكريك" وحتى قبل أن يعتمد حزبه أصبح يتكلم عن الرئاسة ومشتقاتها. الغريب في جماعة الإسلاميين هذه أنهم وصوليون أكثر من الوصولية ذاتها ولمجرد أن مصالح الولاية رفضت منحهم رخصة المؤتمر التأسيسي لجأوا لحيلة الانبطاح ومساندة الفخامة ومشجب العهدة الرابعة الذي أصبح حيلة من لا حيلة له على الرغم من أن بوتفليقة في ذاته نفسه لم يتكلم عن الموضوع ولم يلمح له حتى. لكن المؤكد أن حمداش هذا وجماعته دخلوا السياسة بشهية مفتوحة على العهدة الرابعة والطائرات الأمريكية والفساد وغيرها من الملفات المقنبلة، المطلوب فقط أن يعرف وزير الداخلية كيف يسير هذا الملف حتى لا تنفجر البلاد من جديد.