في رأيك ماذا سيقدم هذا الملتقى للأدب الجزائري والكتاب الجزائريين؟ الملتقى الذي وصل إلى طبعته الخامسة هذه السنة، بدأ يتكرس كتقليد ثقافي ليصبح موعدا بين المثقفين الجزائريين والأوروبيين وخاصة المؤلفين. نحن نحتاج إلى الخروج من “الغيتو" الفرنسي ونسعى للذهاب إلى أوروبا بشكل عام، لأننا في الماضي القريب، حين كنا نفكر بالخارج نفكر في فرنسا، الآن الخارج هو أبعد من فرنسا (على الأقل أدبيا)، الكتاب الكبار هم من يطلعون على مؤلفات أوروبية أخرى كالسويدية، الألمانية، الإسبانية.. وغيرها، لذا أعتقد أن هذا الملتقى يخرجنا من الدوامة التي حصر فيها المؤلف الجزائري بفرنسا لمدة طويلة، ليربط علاقات ثقافية مع كتاب من جنسيات أخرى، فمشاركة أكثر من عشر بلدان أوروبية هي عبارة عن سفارة عن طريق الأدب. كونك حضرت الطبعات السابقة، كيف وجدت هذا الملتقى وفيم يختلف عن باقي الطبعات؟ هذا الملتقى يطرح إشكالية جديدة كل سنة، وإشكالية هذا العام هي “الأدب والهروب"، وهي فكرة تجمع بين الجانب الفلسفي والاجتماعي، وأعتقد أن هذه المواضيع إنسانية بالأساس تهم الكاتب الجزائري كما تهم الأوروبي. لكن هناك نقص أتأسف عنه، وهو غياب الجامعة، إذ أن هناك غيابا ملحوظا لمسايرة الأساتذة لهذه النشاطات الثقافية، باستثناء البعض، يجب على الجامعة أن تنخرط في هذا النوع من الملتقيات لتعرّف الطلبة الباحثين على الأسماء الرائدة في الآداب العالمية للخروج من دائرة الأدب (العربي/ فرنسي/ إنجليزي)، وتذوق الآداب الأخرى. في اعتقادك ما هو سبب هذا الغياب؟ أعتقد أنه عزوف للجامعة عن الحياة الثقافية الاجتماعية، الجامعة لا يتمثل دورها في تخريج الطلبة بشهادات، إنما في تكوين مواطنين بثقافة المواطنة والإطلال على الآخر ومعرفة انشغالاته.