وزير الطاقة يوسف يوسفي بعث برسالة إلى “الشعب" يطمئن فيها ويقول بأن البترول الجزائري لن يجف وسيبقى لسنوات عديدة لأن الجزائر تلمك حوضا رسوبيا شاسعا للغاية لم يستغل بعد. نهق حماري نهيقا مخيفا وعلق قائلا: ما دمتم أنتم في الحكومة فكل شيء معرض للجفاف وليس البترول فقط. قلت ساخرا: يبدو أنك لم تقتنع بكلامه يا حماري أو ربما تشم رائحة لا تعجب فيما قال. قال: لو لا الخوف من الله لدعينا على أن ينزل الله علينا القحط والإملاق حتى تجف البلاد بكاملها علّ السراق يتركوننا في حالنا ويتركوا البلد وشأنه. قلت: وصلت بك الأمور إلى هذا الحد يا حماري؟ قال: لست وحدي من يقول هذا أو يتمناه ولكنها رغبة الشعب كله الذي كره من الوعود المتكررة ودليل ذلك الاحتجاجات التي يقوم بها سكان الجنوب الذين ملوا من الفراغ. قلت: لكن السؤال الذي يراودني لماذا كثر الحديث عن البترول وجفافه ورسائل السلطة المتكررة عن عدم صحة هذا الكلام، ألا ترى أن هذا يشجع على الإتكال وعدم التفكير في طريقة أخرى للإنتاج والعمل؟ قال ناهقا: السلطة تريدنا أن نكون شعبا استهلاكيا واتكاليا مع تطبيق قاعدة “راقدة وتمونجي" لأننا بعدها لو ثرنا وانتفضنا ستقول إنها توكلنا على الريع وأننا شعب فنيان. قلت: والفنيان لا يحق له الكلام طبعا. قال: هل فهمت الآن الخبث الذي تقوم به السلطة وهل فهمت لماذا لم أتحمس لكلام وزير الطاقة أو غيره من الوزراء الذي يبيعون الريح؟ قلت: أصبحت خبيرا في شؤون الدولة. ضرب الأرض بحافريه وقال: لستُ خبيرا بالمفهوم الأكاديمي ولكن أنت تعرف كيف تتعلم وتستخلص الدروس المتتالية التي تمليها عليك السلطة خاصة عندما يتعلق الأمر “بالخبزة". قلت: حمار ولكنك تقول الحكم. نهق من جديد وقال: لا ترميني بالإطراء لأن ذلك ربما سيفسر بأني أطمع في شيء ما.