قلت لحماري الذي كان منهمكا في قضم خبزة “بايتة" مع قليل من اللوبية الحارة، هل تعلم أن الخبزة التي تأكلها مغشوشة؟ احمر وجه حماري خوفا وقال... ممكن أن تكون مسمومة مثلا؟ انفجرت ضحكا وقلت.... لا ولكن وزنها مسروق فهي أقل بكثير من الذي يجب أن تكون عليه. نهق نهيقا سخيفا وقال... “خلعتني هذا مكان". قلت... أراك متحالفا مع الفساد وتشجع على السرقة أيها الحمار اللعين. قال وهو يمضغ الخبز بصعوبة.... لا ولكن أعرف أن السرقة منتشرة مثل الفيروس ولا غبار إذا امتدت للخبز. قلت... وهل هذا طبيعي أن نسرق في خبزنا؟ قال.... غير الطبيعي أيها المواطن أن تسرق في بترولك وتبقى تتفرج. قلت... البترول... لا تفتح ملفات شائكة أرجوك؟ نهق من جديد وهو يبلع اللقمة بصعوبة... أنت من فتحت ملف الغش في الخبز واعتبرته ملفا عاديا وأنت لا تعرف أنه أكثر خطورة من ملف سرقة البترول. قلت... هكذا إذن أنت تعترف بذلك؟ قال... نعم اعترف ولكن ما باليد حيلة نحن كشعب نتكلم فقط ولا يعنينا شيئ سوى ألا نجوع والسلطة عندنا فهمت أننا شعب تاع كرشو لذلك تعمل على هذه النقطة حتى ضمن سكوتنا وصمتنا. قلت... لكن إذا وصل الغش والفساد للخبز، أكيد أن الأمر سيتغير؟ ضرب الأرض بحافريه وقال... لا شيء سيتغير، فلا الوجوه التي تراها تتغير ولا الفضائح التي تسمع عنها تتغير.. لا شيء. قلت... كيف سيكون الحل؟ قال ناهقا.... ما يسلك منها غير طويل العمر “القافز" الذي أمّن نفسه ويبقى يتفرج من بعيد.