وحيد بوعبد الله أثبت فعلا أنه اسم على مسمى، وبقاءه وحيدا جعله يهترف بأشياء تخلع وتجعلك تعيد ترتيب مصطلح “سياسة" بطريقة لم تعرفها من قبل. أنا واحدة من الشعب الذين “خلعهم" كلامه عندما قال إن الأسماء التي سيمنحها الشعب ثقته إذا ترشحت للرئاسيات هم عمارة بن يونس وعمار غول. ولا أدري كيف توصل إلى هذه النتيجة التي مجرد التفكير فيها يجعلك تقفز في أول زودياك و«تحرڤ" إلى الموزمبيق الشقيقة حتى لا يكون رئيسك بن يونس أوالغول. فلسفة بو عبد الله السياسية أوضحت أيضا أن أويحيى مات سياسيا وعزله جاء بناء على ما عاث من فساد في دواليب السلطة، التي تفطنت له أخيرا وقطعت أمامه الطريق إلى كرسي المرادية رغم أنّ “جنانو ما طابش". غريبة فعلا هذه المعطيات التي يبني عليها الوحيد فرضياته الجديدة، والغريب أيضا رائحة “الشياط" التي فاحت من كلامه بخصوص ما قاله عن أويحيى وبن فليس وبن بيتور وحتى حمروش، الذي وجد له علّة أكبر من خانة وجهه التي من الممكن أن يقول لنا أنها هي التي ستعيقه من أن يكون رئيسا. بوعبد الله بعد أن طرح كل هذه النظريات عاد وأوضح أنه، رغم كل شيء، فإن بوتفليقة هو الرجل الوحيد الذي يمكنه أن يستمر في حكم البلاد، لأن الشعب يريده والقانون لا يعارضه.. والفاهم يفهم.