أعلن الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، في بشار، عن قرار فتح ثلاث كليات للطب، والشروع في إنجاز ثلاثة مستشفيات جامعية ابتداء من الدخول الجامعي القادم، في كل من الأغواط وبشار وورڤلة لحل أزمة الهياكل والتأطير الصحي والطبي بالجنوب. لكنه دعا بالمقابل شباب الجنوب من خلال طلبة جامعة بشار، إلى أن يضعوا سلم واستقرار الجزائر بهذا الجزء من البلاد نصب أعينهم. قال الوزير الأول عبد المالك سلال، أيضا، خلال استضافته في يوم دراسي بجامعة بشار تحت عنوان “دور الجامعة في ترسيخ وتعزيز ثقافة السلم"، أنه جد مرتاح لاهتمام الشباب بموضوع كهذا في الظرف الذي يعرفه محيط الجزائر والعالم من تهديد للسلم والأمن، معبرا عن تضامن رئيس الجمهورية والحكومة الكليين مع شبان وطلبة مناطق الجنوب بمن في ذلك شبان بشار"، مضيفا: “إن ولايتكم ولدت رجالا قاوموا معنا في بناء الجزائر ولازالوا يقاومون"، موضحا أنه يعمل وطاقمه الحكومي على أن يكون في مستوى الثقة الموضوعة فيه “من طرف الشعب، لاسيما الشباب منه". وقال سلال أنه ينبغي أن يكون “الهدف الوحيد هو تكريس السلم بعد عشرية سوداء أو حمراء، سموها كما شئتم، وقد حققناه ولابد من الحفاظ عليه وتعزيزه". قبل أن يردف: “ليس أمنيا فقط، بل الجزائر افتكت اعترافا دوليا بصحة اقتصادها وليس هناك شيطانا مثل صندوق النقد الدولي لكنه اعترف هو الآخر بذلك، وهذا أحسن دليل"، داعيا الشباب إلى وضع ثقتهم في الجزائر. وعرّج سلال في كلمته أمام الجامعيين، على مسيرة ورڤلة أمس، إذ أبدى أول رد فعل رسمي بقوله “الشباب في ورڤلة كانوا رجالا في احتجاجهم، ولهذا نؤكد أننا إلى جانبهم وجانب مطالبهم لأنهم نادوا بالوحدة الوطنية والاستقرار والسلم"، وأضاف:«ليس هناك أسهل من العنف لكننا في عهد التصالح بين الجزائريين، ولهذا ينبغي أن تقوم النخبة الجامعية بدورها التام في تربية المجتمع". ووعد الوزير الأول أهل بشار، ومن خلالهم أهل الجنوب، أن “الحكومة لن تتخذ إجراء أو قرارا واحدا بلا استشارة أهل المشورة من أبناء الوطن الواحد في أي مجال، لأن أحسن استراتيجية هي الاستثمار في الرجال وتكوين الشباب، والأيام بيننا لتحكموا علينا". ليُعلن الوزير الأول أنه مأمور من طرف رئيس الجمهورية لإطلاق ثلاث كليات للطب في كل من الأغواط وورڤلة وبشار، مع الشروع في إنجاز ما يقابلها من مستشفيات جامعية". وعاد الوزير أمام المجتمع المدني ليتحدث عن المسألة الأمنية موضحا: “حدودنا قوية ولسنا خائفين، ولا أحد له القدرة على احتقارنا، ولكن ينبغي مقابل ذلك الثقة في أنفسنا وعدم السقوط في أخطاء مصدرها قلاقل سياسوية"، في إشارة إلى ما يحدث في الجنوب، مشيدا بحكمة ورشد أهل الجنوب، موضحا قبل فتح النقاش مع المجتمع المدني أنه لم ينعت يوما أهل الجنوب أو مجموعة ما في ولاية من الولايات بأنهم شرذمة، كما شاع في الأيام الأخيرة.."فوالله والله ووالله لا أعرف هذه الكلمة ولا معناها ولا وجود لها في قاموسي". مشاريع هيكلية وقاعدية بالجملة مقابل سلم اجتماعي لم تتوقف المشاريع عند حدّ إعلان كليات للطب ومستشفيات جامعية، بل تعدتها إلى خطوط للسكك الحديدية، كالخط الرابط بين بشار وأدرار، وبين تڤرت والوادي، أكثر من ألفي سكن بين اجتماعي وسكن ترقوي عمومي، ومشروع لمصنع إسمنت بطاقة إنتاج 1.5 مليون طن سنويا. مقابل ذلك طالبت أسرة المجتمع المدني بتعزيز ربط المساكن بالطاقة (الغاز والكهرباء) وبناء ملعب جديد ومعشوشب، وتعزيز شعبة إنتاج الحليب ودعم المستثمرات الفلاحية وتهيئة الأحياء وإنشاء فضاءات للترفيه، على غرار مسبح أولمبي. كما طالب بذلك النائب العربي علالي، عن حركة مجتمع السلم. وطالب المجتمع المدني أيضا بخلق مناصب شغل دائمة بأجور كريمة، وتعميم منحة الجنوب على كافة العاملين والعاملات وتطبيق منحة المناطق.