أوقف الشبان المحتجون في ورڤلة، صبيحة أمس الجمعة، حركتهم الاحتجاجية التي بدأت أول أمس الخميس في شكل مسيرة، انتهت إلى تجمع كبير أمام مقر بلدية ورڤلة. ورفع المشاركون عدة مطالب ذات مضمون اجتماعي في اتجاه تحسين الإطار المعيشي لسكان الجنوب، وتمكين البطالين من الحصول على مناصب عمل في منطقة “تنام" على بحر من النفط والغاز. وقد اختار المعتصمون أن تحمل حركتهم الاحتجاجية مستقبلا اسما جديدا هو"حركة أبناء الجنوب"، وفق ما أعلنت عنه وكالة الأنباء الجزا ئرية، نقلا عن بعض مؤطري هذه الحركة. وكان العشرات من الشبان قد لزموا مواقعهم بالساحة المقابلة لمقر بلدية ورڤلة إلى غاية تلبية مطالبهم “ذات المضمون الإجتماعي" وفق التعبير الذي استعمله الناطق الرسمي لحركة أبناء الجنوب. وقد غادر آخر المعتصمين هذه الساحة صبيحة أمس الجمعة، في هدوء ودون تسجيل أي حوادث تذكر. وكانت المشاورات متواصلة بين المحتجين إلى غاية أول أمس الخميس، من أجل تحديد أرضية مطالب سترفع إلى الجهات المعنية، وكذا تحديد مندوبين وناطق رسمي من أجل تفويضهم للحديث مع السلطات ووسائل الإعلام، فضلا عن “التحدث بصوت واحد" كما أضاف نفس المصدر. وكانت جموع من الشبان البطالين وغيرهم من المواطينين ونشطاء المجتمع المدني وممثلو هيئات سياسية، من ورقلة وغيرها من الولاياتالجنوبية المجاورة، قد تدفقوا صبيحة أول أمس الخميس على ساحة 27 فيفري 1962 مقابل مقر البلدية، حيث نظموا وقفة احتجاجية تتعلق أساسا بالتكفل بمطالب التشغيل وتدارك التأخر الحاصل في التنمية على مستوى ولايات الجنوب، فضلا عن تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتحسين الإطار المعيشي لسكان الجنوب، ومكافحة التهميش والإقصاء. وقدرت وكالة الأنباء الجزائرية عدد المشاركين في هذه الحركة الاحتجاجية بالمئات، غير أن مصادر مستقلة قدرتها بالآلاف، تدفقوا خلال صبيحة أول أمس الخميس على الساحة المشار إليها، ورددوا شعارات تدعو إلى التكفل بالمشاكل المشار إليها. كما رفع الشبان المعتصمون عدة لافتات، من بينها لافتات في اتجاه الدفاع عن الوحدة الوطنية على غرار “لا للفتن في أرض الوطن - الجزائر للجميع" و"الوحدة الوطنية خط أحمر"، وأخرى ذات طابع اجتماعي خالص على غرار “الشباب يريد العمل". وشرع الشبان المعتصمون بعد ذلك في الانصراف بهدوء مع بداية ظهيرة أول أمس الخميس، في شكل مجموعات صغيرة، في حين بقي عشرات منهم معتصمين قبل أن يغادروا بدورهم المكان كليا صبيحة أمس الجمعة. ونقلت بعض المصادر أن احتجاجات مماثلة تقريبا شهدتها ولايتا غرداية وتمنراست من أجل مساندة مسيرة ورڤلة التي أطلق عليها البعض اسم “مسيرة الكرامة"، في حين أشارت معلومات إلى كون عدد من المحتجين المشاركين في هذه المسيرة قدموا من ست ولايات مجاورة، هي غرداية وإليزي وبسكرة وأدرار وتمنراست والوادي. وأشارت معلومات أيضا إلى كون مصالح الأمن في ورڤلة أوقفت الرقم الثاني في الجبهة الإسلامية المنحلة، رفقة ابنيه وعدد من مرافقيه، بعدما كانوا يعتزمون المشاركة في مسيرة البطالين، حيث تم إبعاده، وفق بعض المعلومات، إلى مدينة تڤرت. وقد دعا الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، أمس بالجزائر العاصمة، إلى إيجاد “حلول جذرية" لمطالب شبان جنوب الوطن وفق منظومة اقتصادية لتنمية هذه المنطقة، مع “توفير مناصب عمل دائمة"، مشيرا إلى كون هذه المطالب “مشروعة". كما أوضح ذات المتحدث، خلال كلمته في افتتاح أشغال الدورة الخامسة للجنة الوطنية لتحضير مؤتمر الحزب، أن “التغاضي عن المطالب المشروعة هو ما يجلب الأجنبي ويهيئ له أجواء التدخل في شأننا الداخلي"، وذلك في سياق دعوته إلى عدم إلصاق “المؤامرات الوهمية" بالحركات الاحتجاجية في الجزائر. للإشارة فقد تم، الاثنين الفارط، اتخذ تدابير حكومية من قبل الوزير الأول عبد المالك سلال، في اتجاه التكفل بالمسألة المتعلقة بالتشغيل والبطالة، لا سيما بالنسبة لشباب الجنوب، منها التعليمة رقم واحد المتعلقة بتسيير ملف التشغيل في الجنوب، حيث أكدت ذات التعليمة على أولوية تلبية احتياجات المؤسسات المتمركزة في الجنوب من اليد العاملة المحلية، فضلا عن اتخاذ قرار منح قروض بدون فوائد للمقاولين الشبان والبطالين بهذه المناطق، من أجل تمكينهم من إنشاء مؤسساتهم المصغرة.