عندما عُيّن عمارة بن يونس في الحكومة الجديدة صال وجال بخرجات كثيرة، وكانت أهمها أنه سيقضي على كل القاذورات التي شوّهت وجه البلد ويعيد الجمال والرونق للمدن وحتى المداشر، التي ما تزال تفوح بما ترميه “الزوايل" أكرمكم الله. ولكن حسب ما أرى وأسمع وأحس، فإن النفايات التي تكلّم عنها بن يونس لم تكن سوى بعض “النفايات السياسية" التي قررت السلطة أن تتخلى عنها، بعد أن ارتأت أنها لم تعد تصلح للمرحلة الجديدة التي يقال أنها سترى النور على يد فاتح جديد على شكل “سوبرمان" الذي لا تعرف من أين يخرج لك.. العجيب في كل ما يحدث أن السلطة لم تكن رحيمة أبدا مع كل النفايات التي صنعتها، وقررت أن ترميها في وادي الحراش أو في أي مزبلة تراها مناسبة لذلك، وكانت قاسية إلى أبعد حد حتى أنها كلفت أشخاصا من أجل إطلاق إشاعات على المقاس في حق كل هؤلاء الذين انتهوا نهائيا أومرحليا. هذا ما يبين أن كلام بن يونس كان ذا مغزى ومعنى، وأنه ينم عن ذكاء حاد لهذا الرجل، الذي تدرج حتى نال الرضا وصار رقما صعبا في نظر الكثيرين الذين يقولون أنه سيصبح رجلا مهما في المستقبل.. وعندما أكد أن النفايات ستنتهي لم نستوعب كلامه جيدا وسخرنا منه وقلنا إنه يحلم، ولكنه فعلا كان على صواب، وهاهو وجه البلد يتغير بمساحيق جديدة لم تظهر معالمها بعد، ولكن الأكيد أن السلطة “تعرف صلاحها" ولا يمكن أن تقتات من الزبالة!.