قلت لحماري اللعين الذي بدى وكأنه انشغل عن السياسة وتخلاطها بأمور أخرى ربما كانت لها أكثر أهمية مما يحدث في الساحة، قلت ما رأيك في كل هذه الروائح التي تشيط من قدر الرئاسيات؟ قال ناهقا... من أين لك بمصطلح قدر الرئاسيات هذا؟ قلت... تعوّدنا على أنه قبل أي انتخابات تكون هناك هوجة كبيرة من الكلام والقيل والقال وحتى الأفعال التي تدخل مرة في خانة الفضائح ومرات في خانة الوضع المخزي الذي لا يحتاج إلى تعليق. قال... وهذه المرة أيضا كان للفضائح نصيبها من خطف وقتل وفساد تجاوز كل ما عرفناه من قبل وحتى في مرحلة الدم الذي سال لم يصب الأطفال بهذه المصيبة التي أصيبوا بها. قلت... وهل السياسة “تستاهل" كل هذا التخلاط؟ قال غاضبا... المشكلة أنها لا “تستاهل" أي شيء وبسببها يقع ما يقع في حق الرجال. قلت... وكيف تتوقع الآتي يا حماري؟ قال... الأسوأ.. هذا كل ما أستطيع أن أقوله لك. قلت... لماذا هذا الإحساس، نحن دائما ننتخب وبعدها تحلى الحياة هذه هي القاعدة التي تسطرها السلطة وينفذها الشعب. قال ساخرا... نعم تحلى الحياة يا عزيزي قلت... وتصير مريرة مع مرور الوقت وطعمها علقم وحلحال. قال... لأن السلطة لا ترضى لشعبها سوى المرارة ولكن عندما تريده في تنفيذ سياستها ترمي له العسل بحلاوته. قلت... تعبت يا حماري من كل ما يحدث حولي وأريد أن أنام وأستيقظ لأجد أن الوضع تغير وأصبح مختلفا. نهق نهيقاً مخيفاً وقال... إذن صح النوم وأنصحك أن لا تصحو لأن أحلامك لن تتحقق.