الفنان امحمد بن فطاف، هو من دون منازع، من أكثر الكتاب الجزائريين غزارة في التأليف المسرحي، ولكنه أيضا من أبرز الممثلين، وبين التمثيل والكتابة اشتغل على الإخراج، إنه يريد أن يكون واقفا على أسرار فن العرض من ألفه إلى يائه، ليكون بحق المسرحي المتكامل ابتداء بالنص وصولا إلى التمثيل وانتهاء بالإخراج، لا يمكن لواحد يريد أن يعرف منجز امحمد بن فطاف المسرحي، إلا أن يذكر حسناء وحسان 1974, جحا والناس، ويا ستار وارفع الستار، وعقد الجوهر 1984, وجيلالي زين الهادات، العيطة التي حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان قرطاج 1989, إلى مسرحية فاطمة، دون كيشوت، التمرين وغيرها· تجربته الطويلة على الخشبة كممثل ومخرج مسرحي، إضافة إلى رصيده ضمن المسرح الإذاعي، جعله عاشقا للمسرح بامتياز وعلى نحو نادر وثائر ولكن باحث عن الجديد والمتميز، هو يؤمن أن المسرح إنساني لا يخضع لأي انتماء لأنه يترجم الإنسانية بالكلمة والفعل، ولذلك تراه لا يفصل بين الحرية كقيمة إنسانية جوهرية والممارسة المسرحية المبنية على الإحساس بالحرية أو الرغبة المستمرة في التحرر، ويرى مفتخرا أن الجزائر هي البلد العربي الوحيد الذي لم تصادر فيه أية مسرحية منذ الاستقلال، هل هذا ما كان يعنيه بيتر بروك عندما قال ''إذا أردت معرفة ديمقراطية أي بلد، فادخل مسارحه''· على مدى رحلة فنية عمرها يكاد يقارب النصف قرن من المسرح، من الكتابة والتمثيل والإخراج والجولات الفنية والتكريمات والجوائز والمسؤوليات، اعتبارا بأنه شغل في السنوات الأخيرة مسؤولية إدارة المسرح الوطني الجزائري، إلى محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، إلى رئاسة دائرة المسرح في المهرجان الإفريقي الثاني بالجزائر، وهو في العقد السابع من العمر، ما زال يتوهج مسرحا في المتابعة والمناقشة، ولكن في فتح المجال أكثر للجيل الجديد من المبدعين الذين لم يعرفوا زمنا ذهبيا أكثر لمعانا من هذه الفترة التي أتاح لهم فيها الكبير بن فطاف فرصة الوقوف على ركح بشطارزي باحتراف، ليكونوا سادة المسرح ذات يوم في الجزائر·