كشفت وثائق تم العثور عليها بمقر إقامة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة أنه حاول الانتحار خلال الإقامة الجبرية، التي خضع لها خلال حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بعد أن أزاحه عن الحكم. وجاء الكشف عن الوثائق الجديدة، لدى افتتاح قصر سقانص - مقر إقامة الحبيب بورقيبة بمحافظة المنستير- بعد أعمال الترميم التي شهدها قبل إدراجه ضمن المسالك السياحية بالجهة. وتولى بورقيبة -باني الدولة الحديثة- رئاسة تونس منذ استقلالها عام 1956 حتى الانقلاب الأبيض الذي قاده الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في السابع من نوفمبر عام 1987. وبعد إزاحته من الحكم تم حجب أخبار بورقيبة عن وسائل الإعلام ومنع بن علي نقل جنازته مباشرة على التلفزيون. وأوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر -الذي افتتح قصر بورقيبة الخميس- أن هناك حقائق جديدة تفيد بأن الرئيس الراحل حاول الانتحار مرارا في مقر إقامته بعد أن أخضعه بن علي للإقامة الجبرية. وصرح منصر بأن بن علي همّش بورقيبة طيلة حكمه وتعامل معه كملف أمني وليس كزعيم سياسي. وأعلن الناطق أن رئاسة الجمهورية ستصدر خلال يومين “الكتاب الأبيض" وهو يضم وثائق ورسائل لبورقيبة خلال السنوات الأخيرة من حياته. وأفاد موقع “أفركان مانجار" أن الكتاب يتضمن وثائق عن جنازة بورقيبة ومراسم الدفن ونص التأبين والبيان الرسمي لرئاسة الجمهورية، الذي أعلن فيه عن وفاة الحبيب بورقيبة وتم إعداده قبل خمس سنوات من وفاته. وتضمنت الوثائق موقف بن علي من تأبين بورقيبة؛ حيث رفض عرض شريط فيديو يروي حياته إلى جانب رفضه لحضور وسائل الإعلام الأجنبية وشخصيات عالمية كانت مقربة من بورقيبة مراسم الجنازة. وقبل أيام تم تسريب رسالة لبورقيبة بتاريخ الثاني من فيفري عام 1990 وجهها إلى ممثل النيابة العامة بمحافظة المنستير يشكو فيها ظروف إقامته وعزله في قصره بالمنستير وحرمانه من التنقل والخروج من دون موجب قانوني. وبعد ثورة 14 جانفي ظهرت أحزاب سياسية تعتبر نفسها امتدادا ل«الفكر البورقيبي".