التقيت بأويحيى، طبعا في المنام، في مقهى الجمهورية، لا تقولون لي أين يوجد مقهى الجمهورية؟! لأنه ببساطة يوجد في الممر المسدود لشارع الرئاسة، ثم أرجوكم لا تسألوني أين يوجد الممر المسدود لشارع الرئاسة لأنه ببساطة بالقرب من الغابة، والغابة؟! لا تسألوني أين توجد الغابة، فبلادنا كلها غابات، والغابات الجزائرية اختفت منها كل الأسود ولم يبق فيها سوى الضباع والذئاب والثعالب والخنازير. وعلى فكرة أنا لا أعارض قتل الخنازير، وذلك ليس بسبب أن ربي حرم أكل لحومها بل لأن رائحتها أصبحت طاغية ومنتشرة في البلاد، وهي أشبه برائحة الخليفة وشكيب ورحماني وغول وهلمّ جرا.. وفي مقهى الجمهورية رأيت أويحيى جالسا وحيدا، يرتدي قميصا يشبه قميص علي بن حاج فكدت أسقط أرضا وأنا أقول له.. لا تقل لي يا أويحيى إنك أصبحت فيسيا، فقال لي ضاحكا لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم وضع سيجارة في فمه، فقلت ماهذا ؟! قال أنا سعيد، قلت لماذا، هل تريد أن تجنني، أنت أويحيى ولست سعيد بوتفليقة، فقال أنا سعيد أقصد أنا فرحان، قلت طردوك من الأرندي ولهذا أنت فرحان؟! فضحك وقال اشرب قهوة يا الترڤي، أنا فرحان لأنني سأكون نائب الرئيس بوتفليقة، وأنا فرحان لأنني أنا الذي سأمهد له الطريق لعهدة أخرى، وأنا فرحان لأنني أنا الذي سأرثه، وأنا فرحان لأنني سأضحك كثيرا عندما ألتقي من جديد بكل الخونة الذي أكلوا الطعم وانقلبوا علي، وأنا فرحان لأنني أراهم الآن كيف سيبدلون جلدتهم في ذلك اليوم، قلت أنا لا أفهم، قال غدا قد تفهم. بقلم: ترڤي ولد امو ![if gt IE 6] ![endif]