نزل لاعب اتحاد العاصمة زيان شريف إلياس ضيفا علينا في مقر جريدة “الهدّاف“ بحر الأسبوع الجاري، وفضلنا إجراء حوار معه خارج عن الإطار، حيث وقفنا على ميزات من النادر أن يتصف بها لاعبونا في الوقت الراهن، فقد وجدنا بأنه شخص هادئ، خجول، ومثقف لدرجة أننا لم نشعر بالوقت وهو يمضي أثناء حديثنا معه، ستكتشفون في هذا الحوار لأول مرة الوجه الآخر لابن مدينة سعيدة الذي يعشق المغامرات خارج ميادين كرة القدم والعيش في البراري. في البداية نشكرك على تلبية دعوتنا إلياس... لا شكر على واجب، أنا تحت تصرفكم متى أردتم وهذا يدخل في نطاق عملي. كيف هي طباعك؟ هادئ جدا وأتعامل مع كل شيء بعقلانية. مثل تهميشك في اتحاد العاصمة إن صحّ القول... (يضحك) كما ترى أنا لا أشارك مؤخرا، لكن أحترم الخيارات إلى إشعار آخر دون افتعال المشاكل. هناك دعاء أنصح به الجميع في صلاتهم... ما هو؟ اللهم اغفر لمن ظلمني ثلاث مرات. من هو الشخص الذي لا تذهب معه في عطلة؟ مع لاعب في كرة القدم على العموم. لكن هل هناك اسم بالتحديد... هذا صديق لي في سعيدة وين يحط رجلو تخلى (يضحك) يدعى “طوشيبا“ وكلما يناصر المنتخب الوطني ينهزم وعليه فقد نصحناه بمناصرة المنتخب المصري في السودان. وهل أنت بخيل؟ لا أبدا اسأل رفاقي عني يردون عليك. ما هو الشيء الذي يحز في نفسك؟ رؤية المساكين يتسولون في الطريق والأمطار تتهاطل عليهم. وكيف تتصرف معهم؟ أحاول مساعدتهم قدر المستطاع “ما نبغيش نهدر على الخير اللي درتو لوجه الله“. وماذا تكره في هذه الدنيا؟ النفاق وهو ما نجده للأسف كثيرا في كرة القدم، بالإضافة إلى أنني أكره “الحڤرة”. عانيت منها الموسم المنقضي في الشلف، أليس كذلك؟ للأسف نعم مع المدرب سليماني الذي لم يكن يحدثني إطلاقا ولكن يوم انهزمنا في بولوغين بخماسية وتمت إقالته كنت الوحيد من اللاعبين الذي اتصل به وحاول الرفع من معنوياته لأنه إنسان ومعرّض للخطأ مثلنا. ماذا يعني لك المال في هذه الحياة؟ الله هو الرزاق وعمري ما جهّلني الفاني (يقصد المال). هل أنت من اللاعبين الذين يحبذون السهرات والملاهي؟ لا أحب السهر في الملاهي لكن لما أجد نفسي مجبرا فلا مانع في ذلك. كيف ذلك؟ أصدقائي يلحون عليّ للتنقل معهم ولا يمكنني رفض طلبهم بكل بساطة. كم لديك من الأصدقاء؟ لديّ صديق واحد. من هو؟ إنه صديقي علي من سعيدة. هل أنت متزوج؟ لا ليس بعد. و متى ستفعل؟ صدقني لست أدري لأنني لم أجد شريكة حياتي لحد الآن. لو لم تكن لاعبا، ماذا كنت ستكون؟ مدرس في الآداب الفرنسية والإنجليزية. من دون شك أنك تهوى المطالعة، أليس كذلك؟ نعم أحب كثيرا مطالعة الروايات الطويلة. ما هو آخر كتاب طالعته؟ “البسيكولوجيا“ للأديب “بيار داكو“. كم أنتم في البيت؟ لدي شقيقان، زهير وزكرياء بالإضافة إلى ثلاث شقيقات. هل منهم من يمارس كرة القدم؟ لا أبدا لسوء حظي أنا الوحيد من يمارسها. كلمة عن الوالدين الكريمين؟ بالنسبة لي، الوالدان هما كنزي في هذه الدنيا وأحمد الله على هذه النعمة. وهل يتابعانك في كرة القدم؟ والدي يشاهد المباريات التي ألعبها لكن الوالدة لا تفقه أي شيء في كرة القدم(يضحك). ما هو مستواك الدارسي؟ النهائي(الثالثة ثانوي). لماذا توقفت عند هذا المستوى؟ لقد مررت بظروف صعبة لما كنت في العشرين تعرضت إلى إصابة أجبرتني على الابتعاد لستة أشهر كاملة ولم أتمكن من الدراسة وتأسفت كثيرا لعدم قدرتي على المواصلة. وكيف كنت في الدراسة؟ كنت جيدا منذ الصغر لكن ميولي لكرة القدم جعلني أهمل دراستي كثيرا. وهل تجيد استخدام الكمبيوتر؟ بالتأكيد، وليس من باب التفاخر ففي بداية التسعينيات كان لدينا في المنزل جهاز كمبيوتر. وعن الأنترنت، ماذا يمكن أن تقول؟ الأنترنت هو التكنولوجيا بأتم معنى الكلمة وأفضل البحث فيه. لكنك تستخدم موقع “الفايس بوك“، أليس كذلك؟ (يضحك) نعم أصبح من الأمور العادية في حياتنا، ولكن أشير فقط إلى أن هناك شخص غيري يستخدم اسمي في هذا الموقع وينتحل شخصيتي. ما هي علاقتك مع الطبيعة؟ أنا أعشق كل ما هو طبيعي، وأهوى الطبيعة بإيجابياتها وسلبياتها والمبيت بالخصوص في الغابات. كيف ذلك؟ أسبوعيا لما كنت في الشلف أتنقل إلى الغابة من أجل قضاء عطلة نهاية السنة. ولمّا تكون لديكم مباريات؟ هنا الأمر يختلف فإنني أقدمها إلى أيام الأسبوع، ففي الموسم المنصرم لما كان سليماني مدربا لنا كانت معنوياتي في الحضيض وأخذت سيارتي مسرعا إلى إحدى الغابات. و ماذا فعلت بالضبط؟ 48 ساعة قبل لقاء رسمي لا أتذكر مع من اقتنيت بعض اللحوم الطازجة وقضيت الليلة في الغابة ما بين الشواء والعزف على القيثار، ناهيك عن سماع شخير الخنازير من هنا ومن هناك، إنه حقا أمر مرعب. ألم تخش من إصابتك بمكروه لا قدّر الله؟ لا إطلاقا حينها لا أفكر في أي شيء لأنني إنسان مزاجي وأفعل كل ما يجول في خاطري، بالإضافة إلى أنني أهوى المغامرات والعيش في البراري، وبالتالي يمكن القول بأنني أستمتع كثيرا لما أتواجد في الغابات أو على شاطئ البحر. حدثنا عن القيثار الذي تحمله؟ هذا القيثار “عزيز بزاف عليّ“ وأضعها في نفس قيمة السيارة التي أملكها. وهل تجيد العزف بها؟ لست ماهرا بما فيه الكفاية لكنني أجيد عزف بعض المقاطع وأنا بصدد التعلم وصراحة أرتاح كثيرا عند العزف عليه. وما هو النوع الموسيقي الذي تعزفه؟ أميل بكثرة إلى “الروك“، والفلامينكو الإسباني وكذلك أنا أعزف الشعبي الجزائري بمختلف طبوعه من العاصمي إلى القبائلي وغير ذلك. ألا تجد حرجا في حمل هذا القيثار مثلما كان عليه الحال في تربص فرنسا السابق مع اتحاد العاصمة؟ لا أبدا فأنا لست معقدا حتى أشعر بالحرج وكما قلت لك أفعل ما أشاء في حياتي فأنا مثل الطائر الحر. هل تستخدم شهرتك كلاعب في الأوضاع الحرجة مع رجال الأمن مثلا؟ صدقني عندما يوقفني حاجز أمني فلا أعلمه إطلاقا بأنني لاعب في جمعية الشلف سابقا أو حاليا في اتحاد العاصمة. ولما تكون لديك بعض الصعوبات... حينها أضطر لاستخدام الوساطة (المعريفة) فأنا لا أحب “الحڤرة”. تريد القول إنهم لا يتعرفون عليك، أليس كذلك؟ نعم فأنا أترك اللحية والشعر الطويل تارة، وتارة أخرى أحلق كل شيء، فهناك من لا يتعرف عليّ ولكن يسمع باسم اللاعب زيان شريف. ما هو الشيء الذي لا تتسامح معه؟ أتسامح في كل شيء إلا من يتعرض بسوء إلى والديّ، والشرف. ماذا يُخيفك كثيرا؟ أن يرنّ هاتفي في الليل وأجد رقم أحد أفراد العائلة وأتوقع حينها حدوث مكروه. ما هي الشخصية التاريخية التي أثرت فيك؟ بوضياف رحمه الله. ما هو الفيلم الذي يعجبك كثيرا؟ “أتشي“ (ريشار جير). والأغنية المفضلة؟ أسمع “الروك” و فندق كاليفورنيا لمن تعزف على القيثار وتشعر بأنك توجه له رسالة؟ لنفسي قبل كل شيء(يضحك) وإلى قطي “آتشي“ الذي يؤنسني في وحدتي وأنا متأكد أنه لا يستمتع بسماعي. سمعنا أنك تحب مصاحبة “المونغوليين“، كيف ذلك؟ نعم لدي عدة أصدقاء هم من “المونغوليين” وعلميا هم أذكياء فوق العادة. وهل هناك صديق معين منهم؟ إنه الجيلالي “المونغول“ الذي صاحبته في الشلف ولما رحلت بكى بحرقة وحتى أنا لم أتمالك نفسي، وأضيف لك شيئا آخر. ما هو؟ كان يجيد العزف على القيثار، وما يعجبني فيه كثيرا أنه بسيط ولما تدعوه لتناول الغداء يخجل ويريد أخذ الوجبة إلى البيت لتناولها مع عائلته. هل أنت من عشاق الريال أو البارصا؟ لا أفضل كلا الفريقين. ومن تناصر في الكلاسيكو؟ لا تتفاجأ إن قلت لك أنني لم أتعود على مشاهدة الكلاسيكو لأنني أفضل العزف على القيثار رفقة قطي آتشي ومجالسة “المونغوليين“ وعلى العموم فأنا لا أتابع المباريات إلا نادرا. البعض يلقبك بالفيلسوف، ألا يزعجك ذلك؟ لا إطلاقا، فيا ليتني كنت حقا فيلسوفا، لكنني أسعى دائما للتزود بالمعلومات قدر المستطاع لأن الثقافة العامة هي “راس مالي خويا“. فيراري أو سيارة رباعية الدفع؟ أنا أعشق الفيراري وسيارات السرعة. ما هو نوع سيارتك؟ Audi A 3 وما هي الرياضة التي تحبها بعد كرة القدم؟ الفوميلا وان. ومن تشجع في هذه الرياضة؟ الألماني مايكل شوماخر دون منازع. على ما يبدو أنت من محبي السرعة، هل تستخدمها كثيرا في سياقتك؟ نعم فأنا مجنون في السياقة وأصل في بعض الأحيان إلى 220 كلم/سا دون أن أشعر. إذن يمكننا تلقيبك ب شوماخر أحسن... (يضحك) نعم يمكنك ذلك لأنني أسوق بجنون مثله. ما هو اللقاء الذي بقي راسخا في ذهنك؟ لما لعبت مع جمعية الشلف في مصر أمام نادي إنبي وحققنا الفوز هناك. وأجمل هدف سجلته؟ الموسم الفارط في العلمة بتسديدة من بعد 30 مترا. ماذا تفعل في أوقات فراغك؟ العزف على القيثار والجلوس أمام شاشة الحاسوب. ما هي الهدية التي تحلم بها؟ أحلم بهدية من الله سبحانه وتعالي أن يرزقني زوجة صالحة. اللاعب الذي كنت تتمنى اللعب معه؟ تمنيت اللعب إلى جانب بلومي وماجر. ما هو البلد الذي تتمنى العيش فيه بقية حياتك؟ الجزائر لا غير. اللباس الذي تفضله؟ الكلاسيكي والرياضي كذلك. المدينة أو القرية؟ الاثنتين معا. الجبال أو البحار؟ البحار أكثر من الجبال. ماذا يعجبك في جسمك؟ عيناي (يضحك). ماذا تريد أن تغير في بنيتك؟ لا شيء لو خلقني الله برأس مثلث لتقبلت ذلك. هل تحب الحيوانات؟ نعم أعشقها وبالخصوص الكلاب والقطط. حدثنا عن قطك؟ آتشي ذكي ولكنه يزعجني كثيرا وفي بعض الأحيان أفكر في ضربه لأنه شقيّ و”لوكان نضربو يڤولو عليّا حڤار”(يضحك). ألا تشعر بأنك مختلف عن بقية اللاعبين؟ نعم بعض الشيء وفي عالم الاحتراف يجب على اللاعب أن يكون مثقفا ومتفتحا على العالم. هل تقوم بالأعمال الشاقة في البيت؟ نعم ففي مرة من المرات جاء مسير من الشلف يدعى عمي بوعلام مع لاعب ووجدني أضع البلاط فتفاجأ ومن حينها تعرّف على زيان شريف بالوجه الآخر. ماذا تعني لك جمعية الشلف؟ (يصمت... ثم يرد) كلها ذكريات جميلة حتى في الظروف الصعبة والمهم أنني عرفت الرجال هناك في خمس سنوات، ولا تزال لدي علاقات طيبة مع الجميع. وكيف كانت علاقتك مع زاوي؟ رائعة، زاوي أخ بالنسبة لي وهو إنسان متخلق وبداخله طفل صغير وبريء وأتشرف بمعرفته والشيء نفسه فيما يتعلق ب شكلام. وعن مدينة الشلف؟ فيها أناس طيبون ولن أنسى ما قضيته في الشلف، هناك شيء كلما أتذكره أضحك على نفسي. ما هو؟ لما انضممت إلى جمعية الشلف لم أكن أعلم بأن هذا النادي كان قد حاز في نهاية الموسم الذي سبق على كأس الجمهورية ما يعني بكل بساطة أنني متتبع ضعيف لشؤون الكرة. ما هو مبدؤك في الحياة؟ أعيش دون حسابات، ولا أخطط كثيرا، وهناك مقولة تعجبني كثيرا يقول صاحبها “عشت حياتي كلها والناس يحترمونني ففي نهاية المطاف وجدت أن احترامي لنفسي هو السبب وراء ذلك”. ماذا يمكن أن تقول عن سليماني؟ سليماني ظلمني لكنني لا ألومه وأتمنى له التوفيق. كيف تلقيت نبأ انسحاب عليق من رئاسة الاتحاد؟ لقد شعرت بأنني فقدت شخصا عزيزا عليّ على الرغم من أنني لم أعاشره كثيرا. كيف ذلك؟ مباشرة بعد اتخاذه القرار قمت بزيارته في بيته. وماذا يعني لك؟ شئنا أم أبينا عليق سيبقى رمزا من رموز الكرة الجزائرية مثل كرمالي، مخلوفي، ماجر، بلومي، سعدان وغيرهم. كيف تمت إزاحتك من المنتخب الوطني للمحليين بداية العام الجاري؟ لا أدري كيف تم نزع اسمي بالضبط لكن أحيكت ضدي مكيدة ما بين النادي والمنتخب حتى لا أكون في صفوف المنتخب و”نوكل ربي“ لا غير. ما هي الصفات التي تراها في الرجل المثالي؟ الشخصية القوية والكلمة. وفي المرأة؟ الجمال والرزانة. من هو أحسن لاعب في العالم حسب رأيك؟ عبر التاريخ مارادونا دون منازع. وفيما يتعلق بالمدافعين؟ أنا لا أحب اللعب الدفاعي كثيرا على الرغم من أنني مدافع. ما هو طبقك المفضل؟ كل ما تطهيه الوالدة، ولكن “الكوتليت المشوي“ الذي أطهوه بنفسي. من أين ينحدر زيان شريف؟ من مدينة سعيدة وأصلي الحقيقي من تلمسان. أين تحلم بقضاء عطلتك؟ لم أفكر في هذا بعد. غرفتك تشتعل، ماذا تنقذ؟ أنقذ نفسي وقطي “آتشي“ مع أخذ مفاتيح السيارة.