كشف وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن الجزائر أكدت أنها لن تسمح للإرهابيين بالاستيلاء على السلطة في مالي، وأكد في حوار أجراه مع قناة الجزيرة أن الجزائر لم تزج ولم تقدم أي عسكري في مالي غير أنها تصرفت بشكل إيجابي جدير بالاحترام، حيث قامت بغلق الحدود وهو ما شل - حسبه - حركة الإرهابيين بعد أن عجزوا عن اختراق الحدود الجزائرية. وقال فابيوس، في حوار مطول أجراه مع قناة الجزيرة:"أن الجزائر تعرف جيدا معنى الإرهاب والذي عانت منه سنوات التسعينيات وخرجت منه بحصيلة ثقيلة". وبخصوص القضية المالية أضاف فابيوس أن “الجزائر أصيبت بالصدمة لأن إحدى المجموعات، مجموعة أنصار الدين، لم تتخل عن خيار ممارسة الإرهاب بعد أن ادعت أنها تركته، ولكن هذه المجموعة قامت بالتحالف مع مجموعتين أخريين إرهابيتين، أي مع القاعدة وحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا، والمجموعات الثلاثة - كما قال وزير الخارجية الفرنسي - كانت تهدد مجتمعة بالاستيلاء على باماكو. وقال إن “التدخل جاء بعد تصاعد التهديد الإرهابي الذي كان يتجه صوبا نحو العاصمة المالية باماكو، وكذلك استنجاد الماليين بفرنسا لكبح هذا التقدم وإنقاذ مالي من شبح سيطرة الإرهابيين والقاعدة على هذا البلد". واعترف فابيوس بسقوط جنود فرنسيين، لكن أكد أن “التدخل جنّب المنطقة، أي دول ساحل العاج والسنغال وبوركينافاسو والنيجر، الدخول في دوامة من الإرهاب يصعب التخلص والخروج منها". ورفض فابيوس أن يكون “لانسحاب فرنسا التدريجي هروبا من مالي ومن الخسائر المالية الفادحة التي تجاوزت قيمتها 2.7 مليون أورو"، مؤكدا أن “الانسحاب يتعلق بحرية شعب لابد من تحمل المسؤولية وترك المهمة كذلك للقوات الأممية والإفريقية" .