أكد رئيس الوزراء الانتقالي في مالي الشيخ موديبو ديارا، أول أمس، أنه لن يستقيل من منصبه، تحت ضغط مطالب أحزاب سياسية في مالي طالبته بذلك، لعدم امتلاكه أي استراتيجية لحل الأزمة. يأتي هذا في وقت حصل فيه وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في رابع دولة إفريقية يزورها بعد النيجر والسنغال وبوركينافاسو، على موافقة النيجر للمشاركة عسكريا في القوة الإفريقية للتدخل في شمال مالي. أعلن الوزير الأول الشيخ ديارا، في مقابلة مع قناة تلفزيونية خاصة: ''لن أستقيل. إذا كان علي أن أستقيل فلمن سأقدم استقالتي، لأن الاتفاق الإطار الذي وقع في وافادوفو، يقول إن الرئيس بالنيابة لا يستطيع أن يقبل استقالتي''. ويهدف هذا الاتفاق، الذي وقع في السادس من أفريل الماضي، بين الانقلابيين السابقين الذين أطاحوا في 22 مارس الماضي بالرئيس السابق أمادو توماني توري، بوساطة المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، إلى تسليم السلطة إلى المدنيين. ويأتي تصريح الشيخ ديارا في أعقاب عودة الرئيس المالي بالنيابة ديوكوندا تراوري إلى باماكو، بعد شهرين أمضاهما في باريس، إثر تعرضه لاعتداء في 21 ماي الماضي في العاصمة المالية. من جهة أخرى أوضح ديارا ''لقد عهد إلي بمسؤولية إدارة هذا البلد خلال العملية الانتقالية، وإعادة السيطرة على الشمال، وتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة، لعدم اندلاع نزاعات بعد إجراء الانتخابات''. وجاءت تصريحات الوزير الأول ردا على الجبهة الموحدة للدفاع عن الجمهورية والديمقراطية، التي تضم 40 حزبا سياسيا، بينها التحالف من أجل الديمقراطية في مالي، بزعامة الرئيس ديونكوندا تراوري ونقابات ومنظمات في المجتمع المدني، طالبت، في بيان الأسبوع الفارط، ب''استقالة ديارا''. ولم يبق عن المهلة المحددة من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا للسلطات الانتقالية المالية سوى يومين لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما لم يتم، لحد الآن، ما قد يزيد من تعقيد الأزمة أكثر، بتعليق عضوية مالي في الهيئات الإقليمية. يحدث هذا في وقت استطاعت فرنسا، من خلال أول جولة لوزير الخارجية لوران فابيوس، الحصول على موافقة أربع دول إفريقية في منطقة الساحل لدعم القوة العسكرية الإفريقية للتدخل في شمال مالي، وهي السنغال، وبوركينافاسو، والنيجر، والتشاد التي أعلن رئيس إدريس ديبي، أول أمس، عقب لقائه لوران فابيوس، بأن ''تطور الإرهاب في هذه المنطقة يهدد كافة دول شبه المنطقة''. ونقلت مصادر دبلوماسية عن الرئيس التشادي استعداد بلاده للمساهمة في حل أزمة مالي و''توفره على إمكانيات عسكرية''، مشيرا ''نريد قوة دولية بدعم من واشنطنوفرنسا والحلف الأطلسي. ليس لدينا اليوم إمكانيات في إفريقيا لمواجهة هذه الوضعية''. وقال الرئيس ديبي ''حين تستوضح الأمور عن الدول التي ستتدخل في مالي، وبأي إمكانيات، فإن التشاد سيقرر''.