خرج المئات من الماليين في مسيرات احتجاجية في العاصمة باماكو ضد العملية العسكرية المرتقبة لقوات أجنبية في شمال البلاد، بهدف تخليص المنطقة من الجماعات المسلحة التي تفرض سيطرتها عليها، ووصل المحتجون إلى مبنى وزارة الدفاع، وسبق الاحتجاجات تصريحات أطلقها وزير الخارجية الفرنسية من نيويورك، أين أعلن عن اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الأسبوع المقبل لمناقشة طلب باماكو لدعم عسكري أجنبي. ذكرت تقارير إعلامية أن مئات الماليين خرجوا، أمس، في مظاهرات احتجاجية تلبية لدعوة أطلقتها تنسيقية المنظمات الوطنية المالية ''كوبام''، للإعلان عن رفضهم لأي عملية عسكرية تنفذها قوات أجنبية في شمال بلادهم، وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن حوالي 300 إلى 400 شخص، وفق تقديرات الشرطة، وحوالي 800 شخص وفق المنظمين، ساروا من ساحة الحرية إلى مقر وزارة الدفاع ''من أجل دعم الجيش المالي'' السيادي. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها ''مالي، وفقط مالي''، و''وصول، سيديا، تلخيص للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، سيفجر الحرب الأهلية في مالي''. وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، قد أعلن، أول أمس، أن مجلس الأمن الدولي قد يعقد اجتماعا الأسبوع المقبل مخصصا للوضع في مالي، وذلك بعدما طلبت باماكو تدخلا عسكريا في شمال البلاد الذي تسيطر عليه حركات إسلامية مسلحة. وقال فابيوس لقناة ''بي أف أم تي في'' التلفزيونية الفرنسية من نيويورك، حيث يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة ''نأمل أن يعقد الأسبوع المقبل اجتماع لمجلس الأمن''. وطلبت باماكو رسميا من الأممالمتحدة الموافقة على نشر ''قوة عسكرية دولية'' في موازاة انتشار قوات من غرب إفريقيا لمساعدتها في استعادة السيطرة على شمال البلاد. وينتظر صدور قرار من مجلس الأمن في هذا الصدد. وأضاف فابيوس ''دعونا منذ أسابيع إلى القيام بخطوات سريعة، لأنه ما دام المجتمع الدولي لا يتحرك فإن هؤلاء الإرهابيين يعززون صفوفهم''. وتابع ''ينبغي الآن إقناع عدد معين من الدول، ونحن نؤدي هذا الدور إلى جانب الماليين، يجب إقناع الروس والصينيين والأمريكيين وآخرين أيضا''. ونفى فابيوس تخطيط بلاده للقيام بتدخل عسكري في مالي، وقال ''علينا أن نكون يقظين جدا، لأن لدينا رهائن هناك. المطلوب مكافحة الإرهاب وبذل أقصى جهد ممكن لاستعادة رهائننا في الوقت نفسه''. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية، الجنرال مرتان كلوتز، في وقت سابق أن ''لا تخطيط عسكريا فرنسيا في الوقت الحالي بالنسبة إلى مالي''. وفي سياق متصل ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مصالح الأمن الفرنسية تعرفت على شخصية اثنين من الرعايا الفرنسيين انضموا إلى كتيبة تابعة للقاعدة في المغرب الإسلامي في مالي، مؤكدة معلومة نشرتها في وقت سابق جريدة لوموند، وأشارت إلى أن أحد الشخصين كان قد شارك في الحرب في ليبيا قبل أن يلتحق بالقاعدة في مالي، ورفضت مصالح الأمن الفرنسية الكشف عن هوية الشخصين.