تعرض حاليا التشكيلية نادية شراق آخر إبداعاتها الفنية بالجزائر العاصمة تحت عنوان "أرض ونور", حيث تعيد استكشاف أصول التراث الثقافي الجزائري بكل ما يحمله من رموز وألوان تعكس روح الإبداع التي تحلى بها المجتمع الجزائري منذ القدم. ويقدم هذا المعرض 27 لوحة برواق "الزوار آرت" تترجم اشتغال السيدة شراق على تنفيذ تقنيات متنوعة على مادة النحاس والزجاج والمرايا والخزفيات، بحيث يتصالح المضمون مع الأسلوب الفني لينتج عملا إبداعيا يحاكي مرجعيات ثقافية جزائرية أصيلة. ولا تخلو لوحات السيدة شراق من عنصرين أساسيين في المجتمع، وهما الرجل والمرأة، بصفتهما شريكين في الحياة، وهو ما نجده في لوحات حملت اسم "آرقاز" (رجل) و"تماتوث" (إمرأة), وحولهما لوحات أخرى تعبر عن جمال النجوم والشمس, وتحمل أيضا رموزا مستوحاة من الأواني الفخارية القديمة ووشم الجدات ورسم الحناء على أيدي العروس وغيرها. وقدمت خصوصا هذه التشكيلية خلاصة أعمالها في مجال الرسم بالحفر على أوراق ملساء من النحاس الأبيض والأصفر، حيث يظهر تحكمها في تقنية الحفر، بهدف إيجاد أشكال هندسية متنوعة، وأحيانا تخرج شراق من الأشكال الاعتيادية للوحة فتجرب أحجاما كبيرة وصغيرة قادرة على استيعاب هواجسها الفنية. وتعمقت التجربة التشكيلية لشراق، وهي من مواليد 1965 بولاية تيزي وزو, من خلال دورات تدريبية وتكوين متخصص في مجال الرسم والتشكيل, وقد تعمقت خبرتها الفنية بالبحث عن تقنيات حديثة للإبداع لتعثر في الأخير على نهجها وبصمتها الخاصة. ويستمر معرض "أرض ونور" إلى غاية 24 أكتوبر الجاري.