قلت لحماري، الذي صار مثل المهبول من كثرة ما حدث ويحدث على كل المستويات في البلاد.. هل تظن يا صاحبي أن الأولوية للدستور الآن؟ قال ناهقا وقد استشاط غضبا أكثر مما كان عليه من قبل وقال: هذا واش خص العمية غير الكحل؟ قلت: من هي العمية في هذه الحكاية؟ قال: الشعب هو الأعمى دائما وهل عندك شك في ذلك؟! قلت: لا شك عندي ولكن لو أن السلطة تلتفت إلى المشاكل الحقيقية للشعب مثل أزمات السكن والعمل التي تكاد تفجر الجنوب. ضرب حماري الأرض بحافريه وقال: لا تذكرني بالجنوب إني أشم رائحة “فايحة" تنبعث من هناك.. قلت مندهشا: لماذا يا حماري؟ قال: كل تطمينات رئيس الحكومة لا معنى لها مادام الوضع على حاله. قلت: بل يزداد سوءا كل يوم ومن أجل التمويه يقال أن الايادي الأجنبية، هي التي تحرك القضية؟ قال: سبحان الله حتى الحق يرى باطلا عندنا؟ قلت: لا يمكنهم أن يتصوروا أن الشعب يمكنه أن يتحرك لوحده عندما يلمس الظلم والقهر واللامساواة. قال: المهم رائحة الانفجار تقترب من أنفي. قلت: يا لطف ألطف بينا. قال: هذه المرة بالذات لا ينفع لا الدعاء ولا البكاء ولا العويل وطاق على من طاق.. قلت: لقد اخفتني يا حماري التعيس! قال ناهقا: شد في ربي واخلاص ليس لدينا الخيار أمام سلطة طرشة لا تسمع ولا تتكلم ولا ترى وكل ما تفعله هو خشونة الراس...