انتظرت من حماري تعليقا على الحريق المهول الذي التهم مجلس قضاء وهران، ولكنه رفض تماما الحديث وفضل الصمت، مكتفيا بأن الصمت في هذه الحالات أفضل. قلت.. لكن هذا يجعلنا نفكر أن في الأمر إنّ كبيرة؟ قال ناهقا.. إنّ هذه للشعب فقط، أما السلطة المسلوطة فهي تعرف تماما ما يحدث. قلت.. ربما هذه حركات المفسدين الذين يريدون إخافة المواطن ومحاولة خلق سلطة موازية لها. قال.. ليس بالضرورة كما تقول يا عزيزي قلت.. لكن السلطة أعربت في الكثير من المرات أنها عازمة بقوة على تخليص البلاد من هذا الفساد. قال ناهقا.. عازمة بجد أيضا قلت.. هل تستهين بجهودها؟ قال.. ليس كذلك، ولكن الواقع يقول إن المفسدين هم من يضعون بصماتهم أكثر بدليل ما يحدث في هيئات القضاء. قلت.. هي حوادث عرضية لا أكثر يا حماري نهق نهيقا مخيفا وضرب بحافريه الأرض وقال.. أنا أيضا سأرمي بنفسي من أعلى الشرفة وعندما يسيل الدم من رأسي سأقول أنه حادث عرضي. قلت.. إلى ماذا تلمح يا حماري؟ قال.. لا تستغبي نفسك فإن الحال أبلغ من المقال، وما يحدث يجعلنا نسأل من المستفيد من كل هذا؟ قلت.. الفساد هو الوحيد من يستفيد من كل شيء قال ناهقا.. إذن لا تتعب نفسك وتحمل السلطة ما لا تقدر عليه، فهي ألفت النوم في العسل وتركت خفافيش الليل يعبثون بالبلاد كما شاؤوا، ثم هاهي تستيقظ في الوقت الضائع. قلت.. الشغل لمليح يطول يا حماري نهق من جديد وهو يصرخ.. يطوّل وقد طال الحال فعلا.