من المضحكات المبكيات “الزعاف" الذي تبديه الأحزاب السياسية، التي تريد المشاركة في تعديل الدستور والتي رأت في ابعادها إجحافا في حقها ومكانتها ووجودها ككيان سياسي ينشط في الساحة. نهق حماري معلقا على كل هذا وقال: المشكلة في كل هذه الأحزاب أنها لم تفهم لماذا تعاملها السلطة بكل هذا التهميش.. قلت: ربما لأن مستواها لا يرقى إلى التفكير في عملية مثل تعديل الدستور! قال ساخرا: وحتى لو كان، وهذا شيء مستبعد جدا لا يمكن أبدا أن تتغير ممارسات السلطة من الدكتاتورية والتفرد إلى الديمقراطية والشفافية خاصة في معالجة مثل هذه القرارات الحساسة. قلت: لماذا إذن تغرق الساحة بأحزاب لا رأس لها ولا رجلين؟ قال ضاحكا: حتى تضع لها الرأس والرجلين متى رأت ذلك مناسبا ومتى رأت أيضا أن وجود هذه الأحزاب أصبح ضروريا للهرولة أو التصفيق أو المساندة أو حتى الشجب والندب مثلما تفعل بعضها الآن.. قلت: الدعوة كبيرة ياه؟ قال ساخرا: كبيرة مثل رأس نملة فقط، لا يغرك ما يحدث، فهو كله مجرد تهريج لا أكثر؟ قلت: التهريج الحقيقي ربما لم يحن وقته بعد! قال: خلال أشهر قليلة سترى البندير كيف يدق.. قلت: تقصد بندير الرئاسيات؟ قال: وتعديل الدستور وغيرها من المطبلات، التي ستعمل السلطة على إحمائها وجعلها أحداث المرحلة. قلت: أصبحت حمارا مُسيّسا ولك قدرة كبيرة على الاستشراف ومحاكاة الواقع؟ قال: هذا ما يبدو ولكن الحقيقة أنني حمار تافه تركبه السلطة متى تشاء. قلت ضاحكا: يعني أننا كِيفْ كِيفْ أنا وأنت، تركبنا السلطة متى شاءت ولا نملك حتى الاعتراض... إيه يا دنيا!.