جميل أن تسمع بأن الوزير الأول عبد المالك سلال يستعجل وزراءه في إنهاء برامج الرئيس بوتفليقة ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا...أين هي هذه البرامج؟ نهق حماري اللعين نهيقا مفزعا وقال...عجيبة هذه الحكاية فالبلاد كلها تعيش على صفيح ساخن بسبب مشاريع التنمية المعطلة والحكومة تحضر تقاريرها الدقيقة حتى يراها الرئيس؟ قلت...عادي يا حماري فالحكومة دائما مارست سياسة الكذب على الرئيس وليس غريب عنها أن تقول ما لا يحدث؟ قال وهو يضرب ذيله يمينا ويسارا...المهم في الأمر هو التقرير الذي سيقرؤه الرئيس فقط ولا يهم إن كان فعلا موجودا على أرض الواقع أم لا، فالحكومة تخاف من غضب الرئيس إذا زمجر عليها ولكن لا تخاف من غضب الله . قلت ساخرا...وهل الرئيس يحتاج إلى تقاريرهم حتى يعرف ما يدور حوله...سبحان الله البلاد تكاد تنفجر والحكومة تتكلم عن تقارير تنمية. قال ...يا صديقي دائما كان هناك فرق بين الواقع والتقارير والدليل على ذلك ما يحدث في الجنوب من صخب وغضب، هل تتصور أنت لو كانت هناك تنمية حقيقية سيؤول الوضع إلى ما هو عليه الآن؟ هل كانت الحكومة بررت فشلها كما تفعل الآن بمسح الموس في بقايا الفيس والأيادي الأجنبية؟ قلت...فعلا حقيقة. قال ...وصلنا إلى نقطة اللارجوع ومع ذلك السلطة لا تريد أن تصحح نفسها ومازالت تتعاطى مع الوضع على أنه زوبعة في فنجان صغير جدا ولم تفهم أو لا تريد أن تفهم أن المسألة أكبر بكثير. قلت... ربما هي تفهم وتعمل في السر على معطياتها الخاصة؟ قال ناهقا... ممكن ما تقول ولكن المعطيات المتوفرة تؤكد أن الأمر ليس كذلك ويظهر جليا الإرباك الكبير الذي تعاني منه السلطة لأنها ربما أخطأت التقدير كما فعلت دائما ولم تحسب حساب ماذا سيأتي بعد كل هذا التخلاط الكبير. قلت...لا تخيفني يا حماري قال ...حان وقت الخوف ولا مفر من التغيير.