قلت لحماري بعدما أحسست بتعب شديد لا أدري سببه، يبدو أن البلاد أيضا متعبة مثلنا ولم تجد لمن تشتكي همها الكبير؟ قال ناهقا...الشكوى لربي قلت...سبحانه ولكن هل تعرف أني أحس بوجعها وبكائها؟ قال مندهشا...تطورت لديك حاسة الشعور بعد أن ظننت أنها أصبحت منعدمة؟ قلت ساخرا...الحال لا يقبل استهزاءك مني ومن البلاد أيضا؟ قال ضاحكا...وهل البلد ينتظر حمارا مثلي حتى يستهزئ به، البركة في شكيب وعصابة علي بابا قلت...لا تذكرني به أرجوك سأتذمر قال ...يا لجبروتك وهل قدرت على نسيانه؟ قلت...أتظاهر بذلك علي لا أتذكر قهري وحسرتي على حالي وحال الشعب قال ناهقا...يقولون إن الشعب يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في ما حصل قلت غاضبا...كان المفترض مثلا أن “يعس" شكيب؟ قال...ولم لا لو فعل ذلك ما صار اللي صار قلت...هناك من كان يقول للكعبة رب يحميها وظننا أن فعلا البلاد محمية من السراق وقطاع الطرق وغيرها من الكائنات التي تمص الدم. قال ناهقا...الكلام شيء والواقع أشياء يا عزيزي قلت...العبرة بالنتيجة، في آخر المطاف هرب شكيب بالمال وبقينا نحن للشغب والغضب فقط قال ساخرا...يعني الزلط والتفرعين قلت...هذه هي المعادلة التي أصبحنا فيها ضرب الأرض بحافريه وقال...عليكم أن تحرسوا ما تبقى وإلا سوف تضطرون لمد اليد من أجل سد الجوع والله على ما أقول شهيد.