تربّع حماري على الأرض ووضع أمامه كومة جرائد على ما يبدو لم تف بالغرض ولم ترو عطشه للأخبار، وقال ناهقا... يقولون لنا دائما المهم ويتركون الأهم. قلت ساخرا.. كيف كيف على الأقل تستطيع الوصول إلى المعلومة وربط خيوطها العنكبوتية حتى تصل إلى الأهم الذي يخفونه عنك. قال.. كيف سيكون مصير الأحزاب السياسية في هذا العام؟ قلت.. تقصد الأحزاب التي تشتعل النيران في داخلها؟ قال.. طبعا أريد أن أعرف مصير أويحيى بعد كل هذا الهرج الذي يقوم به مناوئوه وأريد أيضا أن أرى كيف سيصير بلخادم بعد معركته الطويلة مع خصومه، وإلى ماذا سيؤول مصير حمس وزعيمها بعد نتائج الانتخابات الأخيرة؟ قلت.. أنت طماع كبير أيها الحمار، كيف يمكنك أن تطلب كل هذا في وقت واحد؟ قال.. لأني أظن أن المشكلة واحدة عند جميع الأحزاب. قلت بخبث.. هل تظن بأن السلطة هي التي تقف وراء كل هذا العبث السياسي؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. إذا سلّمنا بذلك، كيف تُفسر غضب هذه السلطة على رجالها؟ قلت مندهشا.. هل هؤلاء من رجالها يا حماري؟ ضرب الأرض بحافريه ودخل في حالة هستيرية من الضحك المتواصل وقال.. إذن أنا هو رجلها يا عزيزي؟ طبعا هم رجالها وكما تقول لهم يتصرفون. قلت.. إذا السلطة خاطيها في ما يحدث؟ قال ساخرا.. ربما أنت لم تفهم تماما ما يحدث أو لا تريد أن تفهم، ولكن الأكيد ألا شيء يخرج من دائرة السياسة إلا وكانت السلطة على علم به. قلت.. حتى في أحزاب المعارضة؟ نهق من جديد بكثير من الصخب والغضب وقال.. خاطيك السياسة وتريد الكلام فيها، وسؤال عما يسمى بالمعارضة دليل على جهلك بأمور كثيرة، قلت لك كثيرا ألا معارضة في الجزائر لأن اللعاب السلطة والرشام السلطة، والذي لا يعجبه الحال ما عليه سوى باكتراء “زودياك" والحرقة إلى بلاد تمارس فيها السياسة على حقيقتها.