يميط شريط وثائقي عُرض، أمس السبت، بوهران، اللثام عن الجوانب التاريخية والتراثية والثقافية والسياحية لمنطقة غوالم ببلدية الطفراوي (جنوب الولاية). وخصص هذا الفيلم الوثائقي المنجز من قبل مديرية الثقافة والباحثة في التاريخ والتراث ل “كباد فتيحة" جانبا كبيرا لمعركة “سيدي غالم" التي دارت رحاها من 18 إلى 20 جويلية 1956 مع عرض صور لشهداء سقطوا في هذه المعركة. ويعرض هذا العمل شهادات حية لمجاهدين شاركوا في هذه المعركة التي تكبد فيها الاستعمار الفرنسي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتبرز أيضا بشاعة انتقام جيش المستعمر من 46 جزائريا عزلا بعد أن أرغموهم على حمل الجثث لنقلهم على متن المروحيات ليتم قتلهم بعد ذلك غدرا ولم ينج منهم إلا شخص واحد. وتابع الجمهور خلال هذا العرض الذي أقيم بمديرية الثقافة مشاهد من عادات وتقاليد هذه القرية التي تعرف بوعدة الولي الصالح سيدي غالم التي تقام مع مطلع شهر أوت من كل سنة وتستقطب الزوار من مختلف مناطق غرب الوطن، حيث تنظم فيها عدة أنشطة ثقافية ومسابقات للفروسية (الفنتازيا) وألعاب بهلوانية للأطفال. وتسلط عدسة كاميرا المصور بزناسي ميلود الضوء على الطبيعة الخلابة لقرية سيدي غالم التي تزخر بمؤهلات من شأنها أن تحول المنطقة إلى قطب سياحي بامتياز لاسيما في مجال السياحة الجبلية. كما انتظم بالمناسبة معرض لصور مجاهدي منطقة الغوالم وشهدائها من أرشيف الأمانة الولائية للمنظمة الوطنية للمجاهدين وأخرى تبرز لوحات لاستعراضات الفنتازيا، فضلا عن عملية بيع بالتوقيع لكتاب “معركة سيدي غالم" لسحري فضيلة وكذا تقديم محاضرة حول موضوع “سيدي غالم: عادات وتقاليد". يذكر أن هذا النشاط يدخل في إطار إحياء شهر التراث الذي برمجت فيه عدة أنشطة ثقافية من قبل مديرية الثقافة لوهران.